الخميس، 16 أغسطس 2012

لا تحزن

قالها صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق وهما في الغار

فلماذا قالها صلى الله عليه وسلم لأبي بكر

الحزن ليس معصية ولا هو منهي عنه ،،، وقد حزن يعقوب على يوسف حتى ابيضّت عيناه من الحزن

ويقول سبحانه وتعالى (ولمّا أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلّا امرأتك كانت من الغابرين) ،،، فهذه الملائكة تقول للوط عليه السلام (لا تحزن)

فعندما قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لا تحزن ،،، فهو ليس نهي عن الحزن وإنما هو إخبار له انه ليس هناك ما يستوجب الحزن

مثال ذلك انك لو رأيت والد طالب حزين لظنه ان إبنه راسب فتطمئنه بقولك "لا تحزن" إن إبنك ناجح ،،، فانت هنا لا تنهاه عن الحزن لأن الحزن معصية وإنما تخبره انه ليس هناك مبرر لأن يحزن لأن إبنه ناحج

والرسول صلى الله عليه وسلم متيقن من إتمام دعوته وكان ابو بكر خائف على الدعوة لا على نفسه ،،، فالرسول يطمئنه على ان الدعوة ستتم ويقول له لا تحزن

ومما يثبت تيقن رسول الله بذلك وهو في مكة وقبل الهجرة هو ما جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن خباب بن الأرت حين طلب خباب ان يستنصر لهم فقال صلى الله عليه وسلم والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه (البخاري)

فسبب حزن ابي بكر هو خوفة على الدين لا على نفسه ،،، وإلا لو كان حزنه لأجل الدنيا فقط وليس في قلبه إيمان لما اهتم بالدخول في دين الإسلام واهله يعذبون في مكة ،، او لضعف واخفى إيمانه كغيره من الناس ،،، ولكننا رأينا ثباته على الدين من اول يوم وتحمله في سبيل ذلك ما تحمله كما اننا رأينا انه ينفق ماله في شراء المستضعفين ليعتقهم من العذاب

ولو كان حزن ابي بكر على نفسه لما رأينا موقفه القوي حين ارتدت معظم العرب فما خاف ولا إستكان ولا تلكأ في إنفاذ بعث اسامة وقال والله لو تخطفتنا السباع ما حللت لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان موقف ابابكر حين ارتدت العرب موقفا ينم عن إيمان عميق وعن شجاعة مطلقة ،،، فلا يوجد من الرجال أنذاك من هو في نصف شجاعة ابي بكر

شجاعت ابي بكر آنذاك شجاعة نادرة تقاصرت عنها اعناق الرجال ،، فهل تراه يخاف في الهجرة ويكون شجاع بعد إرتداد العرب ،،، لا يستقيم للرافضة اي امر والحمد لله