السبت، 1 فبراير 2014

كيف جئنا وأين نحن

كيف جئنا وأين نحن
كيف جئنا واين نحن من هذا العالم وإلى اين نذهب ،، اين كنّا قبل الف سنة او قبل مليون سنة
وهل سينتهي بنا الأمر بعد الموت إلى ان الفناء والعدم كما كنّا قبل ملايين السنين مثلا فلا نفكر ولا نشعر
وكيف خُلقنا ولماذا انا انا وانت انت
الثابت بالنقولات التي لا شك فيها ان لنا خالقا سبحانه وتعالى وان الخالق عظيم قوي مقتدر ،، قوي فلا يُعجزه شيء ،، مقتدر فهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ،، مقتدر فإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون
كن فيكون ،، ما اعظمه سبحانه وتعالى من عظيم مقتدر
قال الله سبحانه وتعالى للنار التي القي فيها إبراهيم كوني بردا وسلاما على إبراهيم فكانت
خلق الله السموات والأرض ثم قال لهما ائتيا طوعا او كرها ،، طوعا او كرها فلا مجال للخروج من العبودية لله
كان الله ولم يكن شيء ثم خلق الله الخلق ،، وكل الخلق بأمر الله وكل الخلق هم عبيد لله شاءوا ام ابوا ،، كل الخلق هم عبيد الله طوعا او كرها
لا اعلم ان أحدا عصى الله او يتجرأ على معصية الله قبل ابليس الذي عصى الله فتوعده الله وانظره إلى يوم يبعثون
عصى ابليس ربه ولو شاء الله لجعله مجبورا على الطاعة لا يملك ان يخالفها ،، ولكن الله ارد ما حدث لحكمة
عصى ابليس ربه ولو شاء الله لأدخله النار قبل ان يكمل معصيته ولكن الله ابقاه لحكمة أرادها ثم انزله وآدم إلى هذه الأرض ليوم معلوم
ونحن المكلّفين جعلنا الله في هذه الأرض اختبارا وإبتلاء ،، ولذلك نجد من يعص الله ان العقوبة لا تعجّل له ،، بل إننا نرى ان الله يمد له قال سبحانه وتعالى (كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) وقال سبحانه وتعالى (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56))
ونحن نعلم ان الله لو شاء لأجبر من يريد معصيته على الإستقامة على الحق (وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) او لجعل الله قارعة تصيبه بما فعل ،، ولذلك يتمادى كثير من البشر فيجمعون على انفسهم الكثير من المعاصي وهم يجهلون ان الله يمهلهم حتى اذا اخذهم لم يفلتهم
يمعن البعض منّا في المعاصي ،، يمعن جهلا منه فيجمع المعاصي تلو المعاصي ،، يفعل ذلك وهو يظن ان الله سيغفر له ،، او يظن ان معاصيه قليلة او صغيرة ،، وكأني به قد خدره الشيطان بأن الله غفور رحيم فجعله يتمادى ،، ونقول بلى إن الله غفور رحيم ولكنه أيضا سبحانه وتعالى شديد العقاب ،، وقد ثبت في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن رجلين في قبريهما أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ،، فهذان يعذّبان في قبريهما وهل هو في أمور كبيرة ،، احدهما لا يستتر من بوله ،، فما بالنا نظن انه سيُغفر لنا فنمعن في ارتكاب الذنوب او المعاصي او الإكثار من صغائر الذنوب دون مبالاة ،، وهل نحن على عذاب في القبر نتحمل
وقد ورد ان المؤمن يُشدد عليه عند الموت او قبله لذنوب بقيت عليه حتى يلقى الله وليس عليه شيء ،، فلو كان الأمر كما يظن البعض بأنه مغفور لهم ما يُذنبون لما رأينا التشديد على من بقي عليه شيء من الذنوب قبل الموت في سكراته حتى يلقى الله خالصا وليس عليه ذنب
فكيف لنا ان نطمئن فنرتكب المعاصي والذنوب او الإكثار من صغارها ،، هل لدينا عهد انه سيُغفر لنا ،، ام ان عذاب الله ليس شديد
وما بالنا نرتكب المعاصي او نُكثر من صغائر الذنوب في الوقت الذي نحن مقصّرين في فعل الطاعات والنوافل لنعوض بالحسنات على الأقل حتى لا تغلب سيئاتنا حسناتنا
ورد أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ : هَذَا الْمُؤْمِنُ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَهَذَا الْكَافِرُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، قَالَ : " أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ عَنْ ذَلِكَ ؟ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَبْقَى عَلَيْهِ ذُنُوبٌ لَيُكَافَأُ بِهَا عِنْدَ مَوْتِهِ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ تَبْقَى لَهُ حَسَنَاتٌ فَيُجْزَى بِهَا عِنْدَ مَوْتِهِ "
المؤمن يُعذّب بما بقي من ذنوبه قبل موته والكافر تُعجّل له حسناته قبل موته
يغرّنا اننا نرى من يعصي الله فلا يحدث له عقابا ونرى من يُطيع الله فلا نرى له ثوابا في حياتنا هذه ،، فنهمل هنا ونقصّر هنا وكأننا نسينا ان هناك من يُحصي علينا كل شيء (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)
رأيت فيما يرى النائم ان ثلاثة قادمين متجهين نحوي ببطء ملحوظ وبثبات عجيب ،، قادمين وكلما ذهبت ابتعد عنهم لأهرب منهم فإذا التفت رأيتهم قد اقتربوا اكثر رغم انهم بطيئين وانا اسرع منهم ،، ثم رأيت انني وحدي في هذا الكون وشعرت انهم مُرسلون لقبض روحي وتذكّرت عندها ما كُنت مقصرا فيه واني خارج من مسرح الإبتلاء لأعود إلى الإندماج مع الكون الخاضع لله بالعبودية الجبرية ،، عائد إلى حيث الطاعة المطلقة لله طوعا او كرها ،، عائد ليكون المرء مع باقي المخلوقات الخاضعة لله وحده بالعبودية ،، عائد ليكون عبدا لا يعصي الله طوعا منه او كرها ،، وليكون تحت مشيئة الله فإن شاء انعم الله عليه وإن شاء جعله من المعذّبين
وسبق ان رأيت قبل ذلك بزمن اننا جلوس في مكان كأنه صحراء ونحن نلعب الورق وقربنا تلفاز وفيه رجل يلبس الحديد كاملا كالذي يلبسه الصليبيين ومعه عصا من حديد تنتهي بكرة حديد فيها دبابيس كبيرة يعيث بها في الناس قتلا يمينا وشمالا ،، ثم رأيته يخرج من الشاشة إلى مكاننا ولم نشعر بخوف او قلق ورأيته يخرج من الشاشة والحديد يبقى خلف الشاشة فخرج إلينا بدون الحديد الذي كان يلبسه وبدون سلاحه وحين خرج هجم عليه دبين كبيرين شرسين يمزقان لحمه وعظامه ،، رأيت الدبين يقطّعان اعضاءه ويأكلانه
فيتضح اننا في فترة اختبار وإبتلاء واننا عبيد لله وسرعان ما نعود إلى حيث الحقيقة المطلقة والعبودية المطلقة بعد ان توهّمنا للحظات دنيوية اننا ملوك انفسنا واسياد ذواتنا ،، اشعر وكأننا في مسرح يمثل حياة حرية ثم بعد ان ينتهي المشهد نعود لحياتنا الحقيقية ،، واننا نندمج مع المشهد على مسرح الحرية فننسى انفسنا حتى اذا غادرنا المسرح شعرنا بخطئنا واسرافنا على انفسنا ،، إذ سرعان ما نعود إلى خالقنا الذي خلقنا ويرزقنا وهو الذي يملك كل شيء ولا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير و(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) وقال سبحانه وتعالى (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيّهَا الثَّقَلَان)
نحن عبيد لله ،، والله يملك النعيم ويملك العذاب ،، وكما ان الله غفور رحيم فإن الله شديد العذاب
ونحن في حياتنا الدنيا امام اختبار وإبتلاء ،، فإما ان نكون عبيدا لله بطوعنا او ان نكون عبيد لله على كره منّا ،، فنحن في الحالتين عبيد لله

قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)