الاثنين، 31 مارس 2014

مقترح امير المؤمنين عمر بقوله (عندكم القرآن حسبنا كتاب الله) يدل على فقهه

مقترح أمير المؤمنين عمر بقوله
(عندكم القرآن حسبنا كتاب الله) يدل على فقهه
يتمسك الرافضة بهذه الشبهة ويسعون منها للطعن في امير المؤمنين عمر بن الخطاب متوهمين ان النبي كان سيكتب كتابا لعلي بن ابي طالب ،، وتمسك الرافضة ليس فيه مطعن في أمير المؤمنين عمر كما يتوهمون ولا هي تقلل من شأنه كما انها لا تؤيّد الرافضة في دينهم لا بقليل ولا بكثير ،، والأغرب ان تباكي الرافضة في هذا الأمر هو يشهد ضدهم ذلك انهم يزعمون ان النبي عيّن علي في غدير خم ثم يتباكون هنا ،، فإن كان النبي عيّن علي في غدير خم فلماذا يتباكون هنا وإن كان النبي لم يعيّن علي في غدير خم فلماذا يدّعون ان النبي عيّنه
اما مقترح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فهذا من كمال فقهه وكمال علمه ،، فأمير المؤمنين عمر يعلم جملة من الحقائق منها:
·        ان الدين كمل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) وقد نزلت هذه الأية يوم الحج الأكبر يوم الجمعة وليس كما يزعم اعداء الله الرافضة الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون
·        ان القرآن تبيانا كل شيء (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)
فإذن فيكون مقترح امير المؤمنين عمر بن الخطاب مبني على حقائق تثبت كمال فقهه وسعة علمه وانه بما ان الدين كمل فكل ما يحتاجه الصحابة بعد النبي موجود

كما ان مقترح امير المؤمنين عمر ليس هو اول مقترح يقترحه على النبي ،، فلأمير المؤمنين مقتراحات عديدة إقترحها على النبي والنبي يحب عمر ويقرّبه ويُدنيه ويسمع منه ،، فقد سبق لأمير المؤمنين ان اقترح على النبي مقترحات منها :
·        اقترح على النبي اول ما اسلم ان يجهر النبي بالدعوة ووافق النبي على مقترحه
·        اقترح على النبي في صلح الحديبية ظنا منه ان في الصلح اعطاء الدنية في ديننا وكان الحق خلافا لما عليه عمر
·        اقترح على النبي قتل اسارى بدر وكان الحق مع مقترح عمر
·        اقترح على النبي قتل حاطب ولم يأخذ النبي مقترحه
·        واقترح على النبي الا يصلي على رأس المنافقين وكان الحق موافقا لمقترح عمر
فليس مقترح عمر في مسألة الكتاب هو اول مقترح يقترحه ،، والنبي ومع مقترحات عمر كان يحب عمر ويدنيه ويقرّبه ويستشيره ويستأنس برأيه ،، وقد ورد ان النبي امر المسلمين بأن يقتدوا من بعده بأبي بكر وعمر كما ورد في الحديث (إِنِّي لَا أَدْرِي مَا بَقَائِي فِيكُمْ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ) رواه الترمذي وغيره وإننا لنجد ان الله اثنى على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار واثبت الله لهم رضاه والجنه وان كل السابقين بايعوا ابابكر وعمر وإرتضوهما خليفتين يُطيعانهما ،، وإن اعلم هذه الأمة بعد النبي هو ابو بكر ثم عمر بن الخطاب ،، وقد جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه ان النبي قال: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ ، إِذْ رَأَيْتُ قَدَحًا أُتِيتُ بِهِ فِيهِ لَبَنٌ ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي فِي أَظْفَارِي ، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالُوا : فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْعِلْمَ
ويهول الرافضة في مسألة الكتاب وكأن النبي كان سيكتب كتابا بالأمر من بعده لعلي وهذا وهم يتوهمونه وباطل يعتقدون به ،، وتباكي الرافضة وتهويلهم لمسألة الكتاب ناتج من إفلاسهم إذ انهم مفلسين لا يجدون شيئا يلبّسون به على عوامهم إلا امور عادية يهوّلونها او اكاذيب يفترونها
وإن المسلمين لا يشكون للحظة ان النبي لو كان سيكتب كتابا بالأمر من بعده لأحد فإنه سيكتبها لأبي بكر الصدّيق فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما ان النبي همّ ان يكتب كتابا لأبي بكر ولكن النبي عدل عن ذلك فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّاأَبَا بَكْرٍ ،، ويثبت من هذا الحديث المتفق عليه ان النبي علم انه لن يلي الخلافة من بعده إلا ابابكر فإطمأن لذلك وعدل عن مسألة كتابة كتابا بالأمر من بعده لأبي بكر
وبذلك فيكون مقترح أمير المؤمنين عمر هو مقترح وللنبي ان يأخذ به او ان يكتب الكتاب وان هذا ليس بأول إقتراح من امير المؤمنين ،، وبذلك يسقط طعن الرافضة في امير المؤمنين عمر بن الخطاب وتباكيهم المصطنع ،، والله مولانا ولا مولى لهم

حديث قول النبي صلى الله عليه وسلم (اقتدوا بالذين من بعدي ابو بكر وعمر) رواه جمع من اصحاب السنن منهم الترمذي واحمد بن حنبل وابن ماجه وابن حبان والبيهقي والحاكم في مستدركه وغيرهم