الاثنين، 25 فبراير 2013

تحامل البعض على معاوية والإفتراء عليه انه يشرب الخمر

تحامل البعض على معاوية والإفتراء عليه انه يشرب الخمر

لا نعجب من تحامل اعداء هذه الأمة من الروافض ومن شاكلهم على معاوية والإستمرار بإتهامه مما هو منه برئ ،، ولكن نعجب من تصديق بعض ابناء اهل السنة لتلك المفتريات وللرد على تلك الفرية فأبدأ اولا بكلام جميل وهي مشاركة للعضو استغفر الله في منتدى طارق الإيمان اقتطع منه ما يلي :
اولا : اذا كان المشروب الذى تناوله معاوية رضى الله عنه و بريدة بن الحصيب الأسلمي مسكر وبحضور ابنه عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي شىء مسكر او خمر لسقطت عادلتهم جميعا واولهم الرواة و بريدة بن الحصيب وابنه عبد الله بن بريدة ما لم يكن مكرها ...
وهو لم يذكروه او ينصا عليه ذلك ...
اهو ابلغ دليل على من يلوى عنق الكلام بانهم شربوا خمور او شىء محرم فمرتكب الكبائر او المحرمات وهو غير مكره تسقط عدالته ولا كرامة..
ثانيا : الخليفة معاوية رضى الله عنه بعد الصلح الامام الحسن رضى الله عنه و خلافة المسلمين كال له من الاعداء روجوا الكثير من الاكاذيب والافتراءات وخاصة الشيعة والخوارج والمعتزله و لهم رواتهم تضع الاخبار والروايات من مثالب فى حق معاوية خاصة وكل مايحيط به ومنها شرب الخمور وغيرها فكان من المنطقى اذا اتى له ضيوف وزائرين ان يوضح لهم وبفطنة ما يدور حوله ويحاول اعداءه نشره فيبادر بذلك بلا مقدمات او سؤال من الزائر "ما شربته منذ حرمه رسول الله" قال تعالى { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) } النساء
انتهى النقل من العضو استغفر الله وهناك زيادة هو هنا :
ولنا وقفات مع فرية إتهام معاوية بشرب الخمر فنقول :
الوقفة الأولى : كيف لمعاوية ان يفضح امره امام آخرين وهو من هو في الدهاء وبعد النظر والحلم كما انه يعلم ان له اعداء يكنون له البغضاء ،، فهذا امر لا يستقيم
الوقفة الثانية : امرنا الله ان نتثبّت إن جاءنا فاسق بنبأ ،، وهذا امر عظيم وفرية كبيرة ،، فلابد ان نتثبّت قبل ان نطعن في معاوية
الوقفة الثالثة : ان الحديث ورد بروايتين والثانية ليس فيها لفظ "ما شربته منذ حرّمه رسول الله"
الوقفة الرابعة : هل من المعقول ان يفضح عبدالله بن بريده اباه ويحدث انه شرب خمر
الوقفة الخامسة : انه لم يرد في كلا الروايتين حديث عن خمر او مسكر
الوقفة السادسة : متن الحديث متخبط ،، ففيه "ما شربته منذ حرّمه رسول الله" فهل تكون هذه اول مرة يشرب فيها معاوية الخمر ،، ثم اين يشربه ،، امام صحابي له فضل ومكانة حيث اسلم على يد الرسول مع ثمانين نفسا من اهله والرسول في طريق الهجرة ثم قدم على الرسول بعد احد وشهد مع الرسول المشاهد كلها ،، اين عقولكم
فمنطوق الحديث - إن صح - يقول ان معاوية لم يشربها منذ حرّمها الرسول إلا امام ذلك الصحابي الذي له ماضٍ مشرق ،، ثم نرى ان ابن ذلك الصحابي يفضح اباه ويخبر انه معاوية اعطاه ،، فهل يُعقل ان يتركها معاوية طيلة تلك السنين ثم يفتتح شربها مع صحابي جليل ،، فكيف يمكن لعاقل ان يصدّق هذه الرواية

فساد طعون الطاعنين في معاوية بن ابي سفيان


فساد طعون الطاعنين في معاوية بن ابي سفيان
حديث المقدام وقوله لمعاوية انه قد رأى ما ينكره في بيته وقول معاوية له قد علمتُ أني لن انجو منك فهذا عليه جملة من المآخذ إضافة إلى مآخذ اخرى يقع فيها من يطعن في معاوية ،، ومن تلك المآخذ ما يلي :
اولا : قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن دمشقية عن الحديث انه حديث ضعيف لوجود بقية في السند وهو مدلس حيث جاءت روايته بصيغة العنعنة ،، وقال الشيخ ان رواية بقية عند ابو داود قد عنن فيها وجاءت عند احمد بدون عنعنة ولكن ليس فيها القصة المكذوبة على معاوية ،، ثم انه ليس كل من صحح حديث فإن الحديث يصحّ فهناك مثلا احاديث صححها الحاكم وتعقّبه الذهبي وبين خطأ الحاكم في تصحيحه لها ،، كما ان هناك من أهل العلم من يصحح حديث ونجد ان احدا آخر من اهل العلم قال بضعفه ،، واما الحديث الذي في مسند احمد حيث صرّح بقية بالتحديث فليس فيه تلك القصة فبالتالي لا علاقة لها بالموضوع والرواية كما هي عند احمد تقول :
17185 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ وَعَنْ مَيَاثِرِ النُّمُورِ"
ثانيا : الحديث لم يطعن في معاوية وإنما قال انه رأى ذلك في بيته وهذا لا يدل على ان معاوية هو من فعل او امر او كان راضيا بذلك
ثالثا : ان كتب التأريخ بل إن كتب الأحاديث قد إمتدت لها ايدي الكذب والبهتان فإمتلأت بما لا يصح وليس ادل على ذلك من وجود احاديث مكذوبة وضعيفة إضافة إلى وجود تعارضات فيما بينها ،، فلماذا الأخذ بالأحاديث التي تصب في مجرى الطعن في معاوية دون الأحاديث التي تثني عليه ونحن نعلم ان ما حصل من فتنة جعلت هناك من يقع في معاوية بل إننا وجدنا من يقع في علي والحسن ،، فليس من وقع او استنقص من علي والحسن هو مصيب وكذلك ليس من وقع في معاوية هو مصيب ايضا ،، وكلاهما مخطئ ،، وكما اننا نرفض ما يُقال في علي والحسن فإنه يجب ان نرفض ايضا ما يقال في معاوية
رابعا : ماذا كان موقف الصحابة آنذاك من معاوية وهم اعرف بمعاوية منّا نحن واقرب إليه واقرب لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ،، هل رأيتم احدا منهم يطعن في معاوية او يبغضه ،، الا يسعنا ما وسعهم ،، إننا نجد ان الصحابة قد بايعوا معاوية وحاربوا تحت إمارته ولا نجد انهم ابغضوه ،، فإنه يسعنا ما وسعهم
خامسا : إننا نجد ان محمد بن علي بن ابي طالب يثني على يزيد بن معاوية فكيف بمعاوية ذاته ،، فلماذا لا نصدق ما قاله محمد بن علي بن ابي طالب وهو ابن لعلي بن ابي طالب واخ للحسن وللحسين من ابيهما ،، وهل ترانا نحن اكثر ملكية من الملك ام اننا اعرف بمعاوية من محمد بن علي بن ابي طالب ،، وهذا كلام محمد بن علي بن ابي طالب في يزيد بن معاوية :
و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384( ،، انظر هنا :
سادسا : لقد إمتلأت كتب التأريخ بأحقاد أهل الأهواء وبتأويلات باطلة لا تصح وكثرت الطعون في معاوية بن ابي سفيان وهي طعون منشأها اهواء اهل الأهواء ،، ولماذا معاوية ،، هناك من اهل الأهواء من يبدأون الطعن في معاوية ولكنهم لن ينتهوا عنده ،، وهناك غلو حصل في علي بن ابي طالب وبعض بنيه وهو غلو فاسد لا يصح وقد جعل هذا الغلو البعض منّا ينظر إلى كل من لم يكن في صف علي انه ضال فاسد ،، وهذا غير صحيح فإن كثير من فضلاء الصحابة كعبدالله بن عمر وغيره وقفوا على الحياد في الفتنة بين علي ومعاوية ،، فلا الغلو في علي يصح ولا الطعن في معاوية يصح
سابعا : ان ما ورد من احاديث او روايات او بعض المواقف ويرى البعض انها تطعن في معاوية فإنها لا تخلوا من ان يكون الحديث او الموقف لا يصح او ان يكون قد تمت المبالغة في جرّه والتعسف في حمله ليكون مطعن وهو ليس مطعن
ثامنا : استخلاف معاوية لأبنه يزيد ،، ومن وجهة نظري فإن معاوية كان بعيد النظر وانه بإستخلافه ليزيد قد نفع أمة الإسلام ،، ليس لفضل يزيد او مكانته ففي ابناء الصحابة من هم افضل واتقى منه ولكن لأن الأمة كانت قد ضربت فيها الأهواء بعد فتنة مقتل عثمان والفتنة بين علي ومعاوية ،، ونفوس الناس قد تأصل فيها هذا الإنقسام ،، فأهل الشام وبني امية لهم تطلع إلى الخلافة وهي بيدهم ،، واهل العراق لهم تطلع ايضا ،، واهل المدينة احق بها فالخلافة قد خرجت منهم وهم صحابة النبي وانصاره ،، فلعل معاوية لو لم يستخلف ابنه يزيد لإستعرت فتن قاتلة وليس فيها امثال علي ومعاوية ،، وانها لو إندلعت فإنها من المؤكد في نظري انها ستقضي على امبراطورية الإسلام
واخيراً ،، قد وجّهنا الله تجاه امثال ما حصل فيمن سبقنا فقال سبحانه وتعالى ،، (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
فيجب الكف عنهم والترضي عليهم فإن الله لن يسألنا عما كانوا يعملون
واما الدفاع عن معاوية فلأن اهل الأهواء قد شحذوا السنتهم عليه ،، ومعاوية هو خط الدفاع الأول ضد إستهداف الصحابة ،، فأهل الضلال يبدأون الطعن في معاوية ولكنهم لن ينتهوا عنده