الاثنين، 12 ديسمبر 2016

انا وصاحبي الشيعي في نقل السنة

انا السني وصاحبي الشيعي
في التوثق مع صحة الأحاديث عند اهل السنة
كلانا ولد في هذا العصر ،، ولدنا وبيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من أربعة عشر قرن ،، كلانا وجد آباءه على دين فتدين به ،، وقد وجدت انا ان الدينين متناقضين ،، فإما ان يكون الحق مع اهل السنة ،، او يكون مع الشيعة ،، او يكون مع دين ثالث غيرهما
رأيت ان كلا منا يظن ان اباءه على الحق ويعتقد بمعتقداتهم ،، ويرى صحة استدلالاتهم ،، لماذا ،، هل كلا الطرفين يهمه ان يعتنق دين آباءه وان يدّعي انه حق ولا يهمه إن كان حقا او لم يكن
بالنسبة لي فالحرص على دين آبائي لأنه دين آبائي هو امر مستحيل ولله الحمد ،، اما الطرف الآخر فالله اعلم بما في نفسه
ولا يحتاج ان ابين لماذا هو مستحيل بالنسبة لي فإنني ادركت ان لنا خالقا وان بعد الموت جنة او نار واكون احمقا إن انا استحبيت دين آبائي على رضاء الله وجنة عرضها السموات والأرض ،، وكإثبات اقول إن من يظن ان هناك دينا هو اصح من دين أهل السنة والجماعة فليتفضل به لأتبعه إن كان من الصادقين
في نقاش مع شيعي رأى ان في صحيح البخاري ما يطعن في صحته ،، وليس من المنطق ان اعرض عليه صدق علماءنا فإنه لا يثق بذلك ولا انا اثق بما نقله إليهم علماءهم لأني اوقن ان علماءهم لم يتحروا الصدق بل إنني اؤمن ان علماءه يقولون الكذب وهم يعلمون
ولكن اود ان اعرض ما يزيل الشبهات حول البخاري وحول نقل الأحاديث في كتب اهل السنة فإن ذلك احرى ان يوضح الحق لمن يريده
كما اسلفت فنحن قد ولدنا في هذا العصر ،، وليس امامي إلا ما نقله إلينا علماءنا وليس امامه إلا ما نقله إليهم علماءهم
وسأتحدث عما نقله إلينا علماءنا
بعد وفاة النبي لم يكن هناك تدوين كامل للقرآن ولا كان هناك تدوين للسنة إلا شيء قليل لا يذكر وإنما كان الرجال يحفظون في صدورهم القرآن واحاديث النبي ،، (كان القرآن مكتوبا في رقاع وكتف وكرب النخيل وغيرها ولكنه لم يكن مجموعا ولا كان مرتبا) فحين استحر القتل في القراء يوم اليمامة تنبه الصحابة لأهمية جمع القرآن حتى لا يذهب فجمعوه في قصة معروفة
واما ما يتعلق بالحديث فكان الصحابة يتناقلون ما سمعوه من النبي ولم يكن يوجد تدوين للسنة إلا ما كان شيء قليل لا يعتد به
ولم يكن احدا يسأل عن رواة الحديث او يشكك فيها حتى حصلت الفتنة عام 40 من الهجرة فحين اصبح البعض يحرف او يكذب نصره لما هو عليه بدأ الناس يسألون عن الإسناد ليعرفوا إن كان الحديث يؤخذ به ام لا
وتطور هذا العلم عند اهل السنة حتى انهم اصبحوا يفرقون بين رواية الراوي قبل تأريخ او بعد تأريخ بسبب اختلاط الراوي او ذهاب مكتبته وإنتبه العلماء لكثير مما يؤثر في صحة الحديث او يقوي بعضه على بعض وطال هذا العلم حتى اصبح من العمق بمكان حتى إنهم ليفرقون بين قول الراوي حدثنا وحدثني في تحديد قوة الحديث ،، فهناك فرق بين كلمة "حدثنا" وكلمة "حدثني" عند علماء الحديث ،، وإن لكل كلمة من كلمات نقل الحديث كـ حدثني واخبرني وسمعت وعن وقال لها ثقلها في ميزان تقوية الحديث
كما انه في علم الرجال نجد ان علماء الحديث قد دققوا الرواة وسبروا احوالهم لمعرفة الثقة من الأوثق والحافظ من الأقوى حفظ واهتموا بطرق الحديث ليستنبطوا منه امورا يدرجونها في ميزان وزن الأحاديث ،، بل وعلى سبيل المثال إن الحال وصل بالبخاري ان يشترط وجود ما يثبت مقابلة الراوي لمن روى عنه اذا كانت الرواية معنعنة ليدرج الحديث في صحيحة ،، لأن حرف "عن" لا تقتضي المقابلة او الرؤية ،، فكل حديث في البخاري حين تستعرض السند ستجد ان البخاري لديه ما يثبت مقابلة كل راوي عمن روى عنه اذا كان معنعنا ،، في حين يشترط مسلم معاصرة الراوي لمن روى عنه ،، لذلك فإن اهل السنة يقولون ان صحيح البخاري اصح كتاب بعد كتاب الله لأن شروطه في التدقيق اقوى من شروط
وكمثال لإثبات مقابلة الراوي لمن روى عنه عند البخاري أتي بمثال من رسالة ماجستير في موقف الإمامين البخاري ومُسلم من اشتراط اللّقيّا والسّمَاع في السّند المعنعن بَين المتعَاصِرين لمؤلفها خَالِد مَنصُور عَبد الله الدريس وفيها فائدة ليعلم الذين وقعوا في البخاري من هو البخاري :
- أخرج البخاري في باب "القراءة خلف الإمام" حديثاً من طريق زارة بن أبي أوفى عن عمران بن حصين أن رجلاً صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بسبح اسم ربك الأعلى ... الحديث.
ثم إن البخاري أخرج بعد هذا الحديث مباشرة : (عن زرارة قال : رأيت عمران بن حصين يلبس الخز) . ثم رجع فساق الحديث الأول بخمسة أسانيد عن زرارة عن عمران وليس فيها التصريح بالسماع.
ولا أجدُ تفسيراً لصنيع الإمام البخاري إلا أنه أراد إثبات أن زرارة قد لقي عمران بن حصين – رضي الله عنه – لاسيما وأن موضوع الكتاب كله عن مسألة القراءة خلف الإمام، وليس ثمة علاقة بين لبس الخز وموضوع الكتاب ألبته، فلا يبقى إلا القول بأن الإمام البخاري ساق ذلك الأثر ليقرر أن زارة بن أبي أوفي لقي عمران بن حصين – رضي الله عنه -، ومما يزيد الأمر قوة أن سماع زرارة من عمران غير معروف بنص بعض أهل العلم فقد قال الغمام أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي : (لا يعرف سماع زرارة من عمران بن حصين، وإنما يعرف سماعه من أبي هريرة وعبد الله بن سلام) .
والإمام البخاري هنا احتج بالرؤية على إثبات اللقاء الذي هو شرطه في الاحتجاج بالحديث المعنعن. (إنتهى النقل)
واقول لصاحبنا الشيعي ،، هذا ما ندين الله به ،، وان العمدة عندي هي كتب الأحاديث عند اهل السنة وفق ما علمناه من دقة وضبط وعناية اهل السنة ،، فإن طعن احد في ذلك فليكن ولكن ليكن بطريق علمي او ليأتي بما هو اهدى من كتب الأحاديث عند اهل السنة لأتبعها إن كان من الصادقين

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

هل كتاب الكافي مزور

هل كتاب الكافي مزوّر

الشواهد تُشير إلى انه مؤلّف في زمن متأخر (ربما في القرن العاشر الهجري) وقام من زوّره بنحله للكليني المتوفي عام 329 هـ ،، واما السبب في ذلك فهو تعيير ابن تيمية للشيعة بأنهم
هل حقّا ان الكليني هو مؤلف كتاب الكافي
بالنظر إلى وجود شكوك في صحة تأليف الكافي ومن منطلق ان الرافضة أهل كذب فإنه يجب البحث عمّا يؤكد صحة نسبة الكافي للكليني
فالسؤال الأول يقول هل اورد ابن النديم كتاب الكافي المنسوب للكليني في كتابه الفهرست
ذكر ابن النديم في الفهرست عدة كتب بإسم الكافي ولكن ليس من بينها كتاب الكافي المنحول للكليني ،، فقد اورد ابن النديم الكتب التالية :
  1. الكافي في الرسائل لمؤلفه : أبو القاسم بن عباد
  2. الكافي في مقالة المطلبي لمؤلفه : داود بن علي: أبو سليمان داود بن علي بن داود بن خلف الأصفهاني
  3. الكافي في النحو لمؤلفه : أبو جعفر محمد بن قادم صاحب الفراء
  4. الكافي في النحو لمؤلفه : أبو بكر أبو محمد قاسم بن محمد بن بشار الأنباري
  5. الكافي في النسب لمؤلفه : ابن عبدة
ولكنه لم يذكر كتاب الكافي المنسوب للكليني مطلقا
فلماذا لم يورد ابن النديم كتاب الكافي رغم ان ابن النديم شيعي معتزلي
والسؤال الثاني : هل ذكر ابن النديم محمد بن يعقوب الكليني
ذكر إبن النديم في الفهرست زرارة بن اعين ولكنه ما ذكر الكليني
ذكر إبن النديم في الفهرست كتاب سُليم بن قيس الهلالي وان الذي رواه عنه ابان بن ابي عياش ولكنه لم يذكر الكليني
شرعت قبل مدة في البحث في الموسوعة الشاملة والتي فيها اكثر من ستة آلاف كتاب بما فيها امهات الكتب في البحث في كلمة (كتاب الكافي) فظهر لي جملة من الحقائق ولمّا اكمل بعد البحث ولكنني بعد مضي مدة ومراجعة الكتب تبين لي فيما اطلعت عليه انه لم يكن لكتاب الكافي المنسوب للكليني ذكر في الكتب القديمة ،،، وهذه نتيجة ما وصلت إليه في البحث :
كما ان كتب إبن تيمية وخاصة كتاب منهاج السنة لم تأتي على ذكر الكليني او الكافي رغم تأليف إبن تيمية لكتب عديده شنع فيها على الرافضة وما ترك لديهم شاردة او واردة إلا وذكرها وفندها
وقد تم البحث في الكتب التالية عن الكليني او الكافي (كتاب الرافضة) فلم يظهر له اي اثر ،، فما هو السر يا ترى والكتب مع تاريخ وفاة مؤلفها امامها هي :
  • التنبية والرد على اهل الأهواء والبدع (377)
  • نونية القحطاني (378)التعرف لمذهب أهل التصوف (380)
  • من عقائد السلف (الرد على الجهمية) (395)
  • أصول السنة لإبن أبي زمنين (399)
  • تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل (403)
  • الفرق بين الفرق (429)
  • الإمامة والرد على الرافضة (430)
  • الفصل في الملل والأهواء والنحل (456)
  • التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين (471)
  • لمع الأدلة في قواعد عقائد اهل السنة والجماعة (478)
  • ذم الكلام واهله (481)
  • الإعتقاد القادري (489)
  • الإقتصاد في الإعتقاد للغزالي (505)
  • المقصد الأسني (505)
  • فضائح الباطنية (505)
  • قواعد العقائد (505)
  • الحوادث والبدع (520)
  • الإعتقاد لإبن أبي يعلى (526)
  • العواصم من القواصم (543)
  • الملل والنحل (548)
  • الإنتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (558)
  • تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (571)
  • أصول الدين (593)
  • فتيا وجوابها في ذكر الإعتقاد (596)
  • حز الغلاصم في إفاحم المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر (598)
  • الإقتصاد في الإعتقاد للمقدسي (600)
  • عقيدة الحافظ تقي الدين عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي (600)
  • إعتقادات فرق المسلمين والمشركين (606)
  • معالم اصول الدين (606)
  • تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء (614)
  • تحريم النظر في كتب الكلام (620)
  • رسالة في القرآن وكلام الله (620)
  • لمعة الإعتقاد (620)
  • غاية المرام في علم الكلام (631)
  • إتباع السنن وإجتناب البدع (643)
  • إختصاص القرآن بعودة الرحيم الرحمن (643)
  • عقد الدرر في أخبار المنتظر (658)
  • الباعث على إنكار البدع الحوادث (665)
  • تخجيل من حرف التوراة والأنجيل (668)
  • الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام (671)
  • جزء فيه ذكر إعتقاد السلف في الحروف والأصوات (676)
  • النصيحة في صفات الرب جل وعلا (711)
  • الإيمان لإبن تيمية (728)
  • منهاج السنة لابن تيمية (728)
  • إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل (733)
  • التمسك بالسنن والتحذير من البدع (748)
  • العلو للعلي الغفار (748)
  • المنتقى من منهاج الإعتدال (748)
  • الروح (751)
  • مرهم العلل المعضلة في الرد على ائمة المعتزلة (768)
  • آكام المرجان في أحكام الجان (769)
  • المنهج القويم في إختصار إقتضاء الصراط المستقيم (778)
  • شرح الطحاوية (792)
  • معنى لا إله إلا الله للزركشي (794)
  • كلمة الإخلاص وتحقيق معناها (795)

نريد من الشيعة إثبات ان الكافي فعلا مؤلفه هو محمد بن يعقوب الكليني ،، وكسؤال نطرحه على الشيعة ،، هل استشهد ابن المطهر الحلي صاحب كتاب منهاج الكرامة بشيء مما هو مذكور في الكافي

الأحد، 16 أكتوبر 2016

هل امهات المؤمنين هن امهات للمؤمنات واغتسال عائشة وراء حجاب

هل امهات المؤمنين هن امهات للمؤمنات

ذلك امر وجدت فيه للعلماء اقوال مختلفة ولكن بعد النظر فيها رأيت ان امهات المؤمنين هن ايضا امهات للمؤمنات بقرائن لا يوجد ما يخالفها، والقرائن هي:

اولا : ان الفيصل في ذلك هي لغة العرب وما جرت عليه العرب إذ انها مسألة لغوية تحديدا، وان ما جرت عليه العرب انها تخاطب المذكر بلفظ المذكر إلا ما اختصت به النساء وتخاطب المؤنث بخطاب المؤنث إلا ما جرت عليه لغة العرب من تذكير في مخاطبتهن بلفظ هو خاص بهن ولكنه يشملهن ويشمل غيرهن كلفظ "اهل" فهو من وجهة نظري يعني إمرأة الرجل ولكن العرب تستخدمه في امور اخرى كأهل الكتاب اي الذين يدينون به واهل القرية اي سكانها واهل البيت اي سكانه، وهذا مثل لفظ ام فهو وإن كان مختصا بوالدة الرجل إلا انه يستعمل استعمالات اخرى كأم الكتاب وام القرى وام الخبائث

ووجدت القرآن ولغة العرب تعامل لفظ "اهل" وما يتركب معه كـ "اهل البيت" بصيغة الجمع والتذكير فلا يؤنث ولو كانت المخاطبة بها إمرأة واحدة ولا يعامل بصيغة المفرد بل بصيغة الجمع وما يدل على ذلك انني لم اجد -على قلة علمي- ان احدا استعمل صيغة المؤنث او المفرد مع لفظ "اهل" او مع "اهل البيت"، وقد ورد في القرآن ان لفظ "اهل" يعامل بصيغة المذكر والجمع كما في قوله تعالى "قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا" فلم يقل لها امكثي ولا قال لها امكث حين خاطبها بلفظ "اهل"، وكذلك في خطاب الملائكة لسارة زوج إبراهيم حين قالوا لها "قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ" فإننا نرى القرآن خاطب سارة حين خاطبها بلفظ "اهل البيت" بصيغة المذكر والجمع في حين انه في بداية الأية نجد ان الملائكة خاطبوها بقولهم "أتعجبين" مما يدل على ان لفظ اهل يذكر ولا يؤنث ويعامل بصيغة الجمع وليس المفرد

نعود لأصل الموضوع حيث ان الحكم في عبارة "امهات المؤمنين" هل يشمل المؤمنات ام لا، وان ذلك مداره على لغة العرب، ومن اجمل ما قرأت في هذا قول بعض العلماء بما معناه انه ليس معروفا عند العرب انهم اذا خاطبوا رجال ونساء ان يخاطبوا الرجال ثم النساء فيقولون مثلا قوموا وقمن بل يقول للجميع قوموا، كذلك لم نجد في القرآن ولا في السنة ولا في لغة العرب انه يخاطب الرجال ثم يعطف ويخاطب النساء، فلا نجد ولا اية تقول "يا ايها الذين آمنوا ويا ايتها اللائي أمن"

بقي في ذلك شبهتين قد تشتبه على البعض وهي إفراد الله المؤمنات بذكر خاص بهن مع ذكر يسبقهن للرجال كما في قوله تعالى "وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ"

وكذلك في قوله تعالى "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"

اما الشبهة الثانية فهي وجود خطاب للمؤمنين وهو لا يشمل النساء كما في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ"

اما الشبهة الأولى فمن الواضح انه ليس في ذلك خطاب للنساء ولا امر لهن وإنما إخبار بما ينتظر المؤمنين والمؤمنات، ولا شك ان ذكر المؤمنين وذكر المؤمنات وتكرار ذلك له هدف قد يكون للتوكيد حتى لا يأتي بعض الحمقى الذين كثروا في هذا الزمن فيزعم ان تلك الصفات خاصة بالرجال وان المرأة ليس عليها فعل ذلك، او ان ذلك لتستشعر المراة من قراءة تلك الآيات مكانتها من جائزة الثبات على الدين والمجاهدة على الإلتزام بأوامره ونواهيه

اما الشبهة الثانية فساقطة من جهتين:

الجهة الأولى : ان الخطاب العام كما في القرآن يوجه للذكور ولكنه يشمل الإناث إلا ما ثبت بدليل انه خاص بالذكور، وعلينا ان نفرق بين خطاب يوجه لجملة من الناس فيهم رجال ونساء وبين خطاب عام يوجه للأمة، وقد ثبت من لغة العرب ان الخطاب إذا كان موجها لرجال ونساء ان صيغة الخطاب تكون بصيغة المذكر ولم يثبت بأي طريق انه يخاطب الرجال ثم تخطاب النساء ابدا

الجهة الثانية : ان حمل الجهاد على القتال فقط في نظري لا يصح ،، فالجهاد اعم من القتال وبرهان ذلك كما قد ذكره الشيخ ابن تيمية في منهاج السنة حين قال : وإذا كان كذلك فمعلوم أن الجهاد منه ما يكون بالقتال باليد ومنه ما يكون بالحجة والبيان والدعوة قال الله تعالى ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا سورة الفرقان فأمره الله سبحانه وتعالى أن يجاهد الكفار بالقرآن جهادا كبيرا وهذه السورة مكية نزلت بمكة قبل أن يهاجر النبي وقبل أن يؤمر بالقتال ولم يؤذن له وإنما كان هذا الجهاد بالعلم والقلب والبيان والدعوة لا بالقتال .. انتهى كلام ابن تيمية

فالجهاد يشمل القتال في سبيل الله ويشمل الدعوة إلى الله ويشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويشمل ايضا الثبات على طاعة الله وإتباع اوامره واجتناب نواهيه، ومعلوم ان المرأة مأمورة بذلك ما عدا القتال فيثبت انها داخلة في قوله تعالى "وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ"

وعلى ذلك فإنه يتضح من قوله تعالى "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ" انه وبلا شك يشمل المؤمنات فالنبي اولى بالمؤمنين وبالمؤمنات من انفسهم، فما الذي يخرج المؤمنات ان يكون النبي اولى بهن من انفسهم، وكذلك اولي الأرحام بعضهم اولى ببعض ولا شك ان النساء يشملهن ذلك فهن اولات الأرحام

اما مسألة ما ذكر من قول عائشة انها قالت انها ام رجال المؤمنين فلا يعارض بما هو في القرآن خاصة وان ذلك ليس في الصحاح ولم يثبت بطرق متعددة توجب معه التحقق من صوابه

وما سبق هو ما اراه وارى انه هو صواب لما ذكر اعلاه والله اعلم


مسألة اغتسال عائشة خلف حجاب

ورد في البخاري قال حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ [ص:60]، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يَقُولُ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخُو عَائِشَةَ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلَهَا أَخُوهَا عَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ نَحْوًا مِنْ صَاعٍ، فَاغْتَسَلَتْ، وَأَفَاضَتْ عَلَى رَأْسِهَا، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا حِجَابٌ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَبَهْزٌ، وَالجُدِّيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، «قَدْرِ صَاعٍ»

وهناك من استغرب ذلك من عائشة رضي الله عنها ولعل الأمر فيه وضوح

فالباب اسمه "بَابُ الغُسْلِ بِالصَّاعِ وَنَحْوِهِ" فالمسألة هنا ان الغسل يكون بالصاع ونحوه

وليس ادل على ذلك من ان الأحاديث بعده تنص على ان البعض كان يشك في ان قدر الصاع يكفي

فالباب إذن باب إثبات ان الصاع يكفي للغسل، هذا من جهة ومن جهة اخرى فيظهر ان من سأل عائشة كأنه يقصد إن كان الصاع يكفي فأرادت عائشة ان تثبت لهم ان غسل النبي كان بصاع فدعت بإناء نحو صاع ثم احتجبت خلف حجاب والحجاب قد يكون جدار او ساتر قوي لتثبت لهما ان قدر صاع يكفي للغسل

والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

السبت، 1 أكتوبر 2016

براءة الشيخ ابن عبدالوهاب من تكفير المسلمين

براءة الشيخ ابن عبدالوهاب من تهمة تكفير المسلمين
ردا على احد الأخوة في تويتر في هذه المسألة
لدي في ذلك نقطتين اولى وثانية
ولكنني سابدأ بالثانية رغم انه كان يجب ان اذكر الأولى منذ بداية نقاشنا
اما النقطة الثانية فهي :
قال حسن فرحان في كتابه (داعية وليس نبيا) النموذج السابع عشر (ص 92) : تكفير من يسمي أتباع الشيخ خوارج يقف مع خصومهم ولو كانوا موحدين وينكرون دعوة غير الله (الدرر السنية ج 1 ص 63)
وبالرجوع للدرر فقد تبين ان حسن فرحان استعمل التدليس والتعمية واخفى جزءا مهما مما قاله الشيخ ،، واما الجزء الذي اخفاه فهو دليل واضح على كفر من حكم بكفرهم الشيخ وفق نواقض التكفير التي هي من كتب الحنابلة قبل ان يذكرها الشيخ ابن عبدالوهاب
والجزء الذي لم يأتي به حسن فرحان فهو واضح من المعلم عليه في كلام ابن عبدالوهاب حيث يقول: "فإن قال قائلهم: إنهم يكفرون بالعموم; فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر، الذي يشهد أن التوحيد دين الله، ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة، ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد، ويسميهم الخوارج، ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد;"
فيظهر إخفاء عبارة "ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد" كذلك عبارة "ويتبين مع اهل القبب على أهل التوحيد"
ولفظ "يتبين" غير واضحة ولعلها تصحيف عن الأصل ولكن افهم من تلك العبارة ان من حكم عليهم الشيخ بالكفر هم الذين يقفون مع اهل القباب ضد اهل التوحيد ،، ومعلوم ان الوقوف مع اهل الشرك ضد اهل التوحيد من نواقض الإسلام كما قرره العلماء السابقين لابن عبدالوهاب
فيسقط دعوى حسن فرحان ويتبين انه مفتر على الشيخ ابن عبدالوهاب
كذلك الصورة التي ارفقتها وفيها قال الشيخ : وقد ذكر ابن قتيبة من ذلك طرفا، في أول مختلف الحديث ، وأبلغ من ذلك : أن منهم من صنف في الردة ، كما صنف الرازي في عبادة الكواكب، وهذه ردة عن الإسلام بإتفاق المسلمين، هذا لفظه بحروفه (انتهى النقل)
فهذا حكم بتكفير الرازي من قبل ابن قتيبة ويدل على ذلك قول الشيخ "وتأمل تكفيره رؤوسهم فلانا فلانا بأعيانهم وردتهم ردة صريحة ، وتأمل تصريحة بحكاية الإجماع على ردة الفخر الرازي عن الإسلام"
فهذا تكفير من ابن قتيبة للفخر الرازي بموجب احد نواقض الإسلام التي ذكرها العلماء قبل ابن عبدالوهاب
فبذلك يثبت ان الحكم بتكفير الفخر الرازي من ابن قتيبة وابن عبدالوهاب ناقل للخبر فتسقط تلك الدعوى ايضا
هذا ثانيا :
اما اولا :
فقد كنت اود لو انني ذكرت لك في البداية ان التكفير في حد ذاته امر مطلوب وفق الضوابط وحسب النواقض التي ذكرها العلماء قبل محمد بن عبدالوهاب
فلماذا يعاب على ابن عبدالوهاب انه عمل بما علم ،، ولماذا يعاب على ابن عبدالوهاب في نواقض الإسلام العشر وهي موجودة في كتب الحنابلة قبل ان يولد ابن عبدالوهاب
فبناء على ذلك فإن للإسلام نواقض كما ان للوضوء نواقض ،، وإذا جاء احد بناقض من نواقض الإسلام وجب الحكم عليه حسب الضوابط التي يجب مراعاتها ،، واما انه يجب الحكم عليه بالكفر فلان ذلك يرتبط بأحكام دنيوية تترتب عليه كعدم اكل ذبيحته وعدم تزويجه وعدم التوارث معه
وعلى ذلك فارى ان الحكم بكفر من ظهر منه الكفر ضرورة من ضرورات الدين وكما يتم الحكم على احد بالإسلام فإنه يجب ان يتم الحكم على من كفر انه كفر
وقد ذكر ابن عبدالوهاب المكفرات العشر ولكن حين ننظر فإننا نجدها بحذافيرها موجودة في كتب الحنابلة من قبله الشيخ ،، فلماذا نعتب على الشيخ انه ذكرها واظن انه متفق عليها بين الحنابلة او بين المذاهب الأربعه من قبله ،، هل لأن الشيخ عمل بها ،، ام لأن الشيخ حارب البدع والشركيات في زمانه
قد يقول قائل ان الشيخ حارب خصوم له وزعم انه وقع منهم الكفر ،، فنقول فقد ذهب الشيخ إلى ربه وحسابه وحسابهم على الله ،، فلا نستطيع ان نقوم بتغيير ما مضى من زمن ولا تعديل شيء الآن ولكن عندنا منهج الشيخ فإن كان منهج الشيخ مطابقا لقال الله قال رسوله وجب علينا الأخذ به وإن كان منهجه مخالفا كله او في بعضه لقال الله قال رسوله وجب نبذ ما يخالف قال الله قال رسوله وعدم نبذ ما يوافق قال الله قال رسوله
اما مسألة من يريد الغاء حكم التكفير على من يقع منه ناقض من نواقض الإسلام فهذا تمييع للدين وغش للناس وغش لمن وقع منهم الكفر فيتمادون ولا ينتبهون إلى انفسهم فيهلكوا
وإن الواجب على كل إنسان ان يسعى لنصح الناس ودعوتهم إلى تجنب الذنوب والمعاصي وليس هناك معصية اكبر من الشرك بالله
وهدفي من النقطة الأولى انه إن ظهر من ابن عبدالوهاب انه كفر احدا من الناس انه ينظر في حكمه فإن كان مصيبا فيه رأينا ذلك من فضله وإن كان مخطئا فيه قلنا ذهب إلى ربه وحسابه على الله

اما منهجه فلا نطرحه إن كان يوافق قال الله قال رسوله لخطأ وقع الشيخ فيه او لتجييره لمنهجه في تحقيق مأرب ضد خصومه

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

هل الحق مع أهل السنة ام مع الشيعة

هل الحق مع اهل السنة ام مع الشيعة
عرض أحد الشيعة يقول انهم لا يصدقون ما في كتبنا وأننا نحن لا نصدق ما في كتبهم وبالتالي فيمن غير الممكن معرفة اين هي الحقيقة وفق قوله
واقول ان الشق الأخير غير صحيح فإنه لا يمكن لمن اراد دين الله الحق الا أن يهتدي إليه وإلا لكان المرء هو وحظه إن كان ابواه على الحق والتزم بطريقهما فيكون على الحق وإلا فهو هالك لا محالة
وقبل الدخول في تفاصيل من المهم الإشارة إلى امر ضروري وهو ان الله أرسل الرسل لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل كما في قوله تعالى (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)
واكرر بعد (الرسل)، فلم يقل الله بعد الأنبياء او بعد الأئمة بل قال بعد الرسل
فمن ذلك فإن حجة الله هي في الرسل بنص القرآن
تحريف الكتب السماوية السابقة
باختصار شديد فالتحريف على نوعين، تحريف المعاني وتحريف الألفاظ، اما تحريف المعاني فمجمع على انه حصل في الكتب السماوية السابقة، واما تحريف الألفاظ فعلى قولان وإن القول فيه قول من قال بتحريف الكتب السابقة إذ ان الشواهد تؤكد ذلك ومنها ورود الفاظ او عبارات في حق الله او في حق الأنبياء لا تليق بهم
وبذلك فلا سبيل لمعرفة مراد الله الحق إلا من القرآن والصحيح من السنة كما سيتضح فيما يلي
وحين ننظر إلى الرسول الخاتم نجد ان الله انزل عليه القرآن وان الله أخبرنا ان القرآن لن تناله يد التحريف، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن حفظ القرآن من التحريف امر تقتضيه الضرورة وإلا لما أمكن للناس ان يهتدوا إلى الحق إن كان حصل في القرآن تحريف او زيادة او نقص
وعلى ذلك فمن ادعى ان في القرآن زيادة او نقص او تحريف الفاظ او تبديل فلا شك انه في ضلاله وكفره لأنه أسقط الحجة التي لله على خلقه، وإن كان تم التحريف في الفاظ القرآن فإنه لا يمكن لبشر ان يهتدي إلى الصواب بأي طريق إذ ان الوحي وهو الطريق الوحيد قد انقطع بانقطاع الرسل
من ذلك فإن معرفة الحق والوصول إليه لا يكون إلا بالقرآن وحده دون الكتب السماوية السابقة
دلالة القرآن إلى الحق
وحين نأتي إلى القرآن نجد علامات واضحة تهدي من أراد إلى الحق، فمن ذلك ان الله امر بطاعته وإتباع كتابه، وامر بإتباع وطاعة نبيه، كما ان القرآن أثني على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان مما يدل على سلامة ما هم عليه وانهم على الحق وان من خالفهم ضال لا شك في ضلاله
ولا نجد ان القرآن امر او أثني على إتباع أحد إلا ثلاثة وهم القرآن والنبي والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار
ونجد ان القرآن امر بطاعة اولي الأمر ولم يأمر بإتباعهم، واولي الأمر هم الامراء او الخلفاء او الحكام، والأمر بالإتباع اقوى من الأمر بالطاعة إذ ان الطاعة فيما يأمرك به اما الإتباع فهو فيما يأمرك به وفيما لم يأمرك به
ونجد ان الله حين امر بطاعة اولي الأمر بيّن حين يحصل تنازع معهم ان تكون العودة إلى الكتاب والسنة فقط وذلك في قوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) فالرد لا يكون إلا إلى الله (اي كتابه) والرسول (اي أقواله وسنته) وهذا في حال التنازع مع ولي الأمر، وما يدل على ان التنازع هو مع اولي الأمر انه لو كان التنازع بين المؤمنين دون ولي الأمر لكان الرد إلى ولي الأمر أولى خاصة إذا كان معصوما، وذلك أولى من ان يرجع المؤمنون إلى الكتاب والسنة وفق ما يستنبطونه هم منهما كما انه يكون هناك تناقض هل نطيع اولي الأمر كما امر الله ام نرد ما يحصل فيه تنازع بين المؤمنين إلى الله والرسول، وما الموقف من الحاكم او ولي الأمر حين يحصل تنازع بين المؤمنين ولا يتم الرد إليه
ولم نجد ان الله جعل في هذه الأمة ائمة لا في القرآن ولا في السنة، كما ان الله ما جعل لبشر العصمة فكل البشر يحصل منهم الخطأ والذنب والسهو والنسيان ولم ولا يسلم من ذلك بشر، فإذا كان حصل من اولي العزم من الرسل ما هو خطأ او ذنب او سهو او نسيان وهذا واضح بنص القرآن وفي مواضع عديدة فما حال بقية البشر
كما اننا لم نجد ان القرآن ذكر او اشار الو المح إلى ان الرسل معصومين عن الوقوع في الذنب او السهو او الخطأ او النسيان ما عدا تبليغهم للدين فهم معصومين الا يبلغوا إلا الحق من الله تبارك وتعالى
والتبليغ عن الله يشمل امرين اثنين، القرآن، والدين
اما القرآن فهو محفوظ بحفظ الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان الرسول يؤديه كما نزل عليه فلا يحصل في ذلك خطأ، وذلك امر لا مناص منه لأنه ليس باستطاعة البشر لو حصل ما لا يريده الله كوضع أية في غير موضعها او كإنقاص أية او زيادة فيه لما أمكن للبشر ان يعلموا ذلك إلا بوحي وان الوحي انقطع ولا يتنزل الوحي إلا على الرسل
وإننا نرى ان الله يرسل مع الرسل آيات تبين صدقهم وليتم تمييزهم عن مدّعي النبوة، كما ان الله حين بعث طالوت ملكا جعل لذلك اية ان يأتيهم التابوت فيه سكينة وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة
وعلى ذلك فعلى كل إنسان الا يقبل قول يخالف القرآن والسنة إلا ببينه
وقد يقول قائل، فما بينة اهل السنة على انهم هم الذين على الحق فنقول، ان بينة اهل السنة انهم يتبعون القرآن وما صح وثبت عن النبي وفق علم الحديث وعلم الجرح والتعديل، فإن قال قائل فأنا لا اثق بالقرآن انه ليس محرف او لا اثق بالسنة عند اهل السنة انها هي الصحيحة فالقول في ذلك ان نقول له اما القرآن فهات لنا كتابا من عند الله هو أهدي منه نتبعه إن كانت من الصادقين، واما من يطعن في السنة عند اهل السنة فنقول له فهات لنا سنة هي أهدي منها لنتبعها إن كنت من الصادقين
فإذا لم يأتوا بقرآن هو أهدي من القرآن الذي بين أيدينا ولم يأتوا بسنة هي أهدي من التي بين ايدي المسلمين فنعلم انهم إنما يتبعون اهواءهم كما جاء في قوله تعالى (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50))
فإذا لم يأتي احدا بكتاب من عند الله هو أهدي من القرآن فنعلم انه كاذب في زعمه وكذلك من لم يأتي بسنة هي أهدي وأوثق من كتب السنة لدى اهل السنة علمنا انه كاذب في زعمه وليس لنا ان نترك القرآن ولا السنة لقول قائل ولا لشبهة مدّعي مهما كان ذلك القائل ما عدا عيسى بن مريم حين ينزله الله إلينا
مخالفة الرافضة للعقل والمنطق
ما أكثر مخالفة الروافض للعقل والمنطق وتصادم دينهم مع الحقائق، وقد يطول بنا المقام في ذلك ولكن نضع امثلة فقط وباختصار فنقول:
إن اهل السنة اليوم وجدوا ان الصحابة الذين جعل الله نشر الدين على عاتقهم بايعوا أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بايعوا بعده عمر ثم عثمان، ولم نرى أحدا اعترض على ذلك، وان هؤلاء الصحابة هم الذين نقلوا إلينا الدين وهم الذين فتحوا الفتوح ونشروا الإسلام، فكيف يدّعي مدّعي انهم غيروا وبدلوا، إذا كان هؤلاء الذين اقام الله بهم الدين وفتحوا الفتوح ونشروا الإسلام بدلوا فمن الذي لم يبدل، تلك دعوى لا يصدقها من لديه عقل
فعلمنا انه الحق خاصة وان أبا بكر هو أفضل هذه الأمة بعد النبي بأحاديث صحيحة، كما ان الله اثبت صحة خلافته في موضعين على الأقل في القرآن
ثم رأينا من جاء بعدهم بسنين طوال وليس لهم لا سابقة في الدين ولا فضل لا في فتح البلدان ولا في صد عدو ولا في نشر دين ولا في حفظ القرآن والسنة فزعموا ان الخلافة هي لعلي بن ابي طالب وأنها اغتصبت منه، فرأينا زعمهم ليس إلا زعم لا يصدقه لا عقل ولا منطق ولا تقول به الحقائق ولا رأينا السابقين يرون ذلك او يرتضونه او يدعون إليه
ثم إننا رأينا أبا بكر وعمر وعثمان ساروا بالأمة السيرة الحسنة فأقاموا علم الجهاد واقاموا علم الدين ونفع الله بهم امة الإسلام وجمعوا القرآن وفتحوا البلدان ودخل في دين الله على أيديهم هم والصحابة خلق كثير من الأمم، ولم نرى أبا بكر ولا عمر ولا عثمان استكثر احد منهم من متاع الدنيا او طمع فيها او اورثها بنيه فلو كانوا اغتصبوا الخلافة فلا اقل من توريثها لأبنائهم، اليسوا اغتصبوا الخلافة وقادوا الجيوش ضد جزيرة العرب، فما الذي يمنعهم من توريثها لأبنائهم
ثم إننا رأينا الخلافة حصل فيها اختلاف بين المهاجرين والأنصار مما يدل على ان الأنصار يريدونها وحريصين عليها، ولكنهم اذعنوا للحق حين عرضه عليهم أبا بكر وعلموا ان الخلافة في قريش دونهم، وانهم اذعنوا وهم يريدون الخلافة فإذا كانوا يريدونها فلماذا لم يأخذوها اذا كانت ستغتصب من علي بن ابي طالب، لماذا لم يأخذوها وهم الأقوى في المدينة وهم القوة الضاربة التي نصر الله بها الإسلام
اتهامات وشبهات الرافضة ساقطة
رأينا شبهات الرافضة واتهاماتهم ساقطة لمخالفتها للأدلة والبراهين ولمخالفتها للحقائق والمنطق، وكيف ان شبهات الرافضة واتهاماتهم لا تثبت بأي طريق لا بالقرآن ولا بالسنة ولا بالحقائق ولا بالتأريخ ولا بالمنطق وعلى سبيل المثال لا الحصر سنأخذ شبهة وحدة من شبهات الروافض لنرى كيف انهم يتكلمون بغير علم ويتهمون بغير ادلة وهي شبهة زعمهم ان دين اهل السنة هو دين اموي
شبهة ان دين اهل السنة أموي
يتهم الشيعة اهل السنة بأن دينهم اموي، هكذا، بلا دليل عندهم في ذلك ولا برهان، بل لا يوجد حتى نقولات بذلك ولو كانت لا تصح، يستغل الرافضة ان دين بني امية ودين اهل السنة دين واحد فيزعمون رجما بالظن ان دين اهل السنة دين اموي، يزعمون ذلك ليلبسوا على عوامهم امر دينهم فيتقبلها العوام دون وعي ولا تفكر
وإن زعم الروافض هذا هو كزعم فرعون حين زعم ان موسى كبير السحرة مستغلا تشابه عمل السحرة ببرهان موسى فضحك بذلك على قومة كما يضحك علماء الشيعة على عوامهم تماما
وقد دلنا القرآن ان هناك من يرمي اهل الحق بما ليس فيهم مستغلا إمكانية حصول ذلك كما فعل فرعون حين اتهم موسى بأنه كبير السحرة وان موقف السحرة مع موسى إنما هو مكر مكروه، ونحن نعلم يقينا ان ما قاله فرعون هو كذب، وهكذا حين رجم فرعون بالظن ليلبس على اتباعه رجم الرافضة بالظن ليلبسوا على اتباعهم، وبدلا من ان يقولوا ان دين بني امية هو دين اهل السنة جعلوا العكس لينفروا اتباعهم من الدخول في الإسلام
تعرض رموز اهل السنة للقتل والسجن والتعذيب يكذب الرافضة
ومن الأدلة أيضا على ان قول الشيعة هو باطل انهم يرون علماء اهل السنة يتعرضون للتعذيب والسجن والقتل لأنهم يجهرون بالحق ولا يمالئون في ذلك الحكام
فهذا سعيد بن جبير قتله الحجاج بن يوسف، وهذا احمد بن حنبل يعذب في مسألة خلق القرآن وهذا ابن تيمية قضى كثيرا من عمره في السجون حتى انه مات وهو في السجن، فكيف يزعم الروافض ان اهل السنة متواطئون مع الحكام وهم يرون كيف حالهم في الثبات على الحق والصبر عليه، وإذا كان اهل السنة منحرفين عن الإسلام فماذا يضر ابن حنبل ان يسكت في مسألة القول بخلق القرآن ولا يصيبه ما أصابه
كما ان الروافض لو كانوا يعقلون لعلموا ان وجود فضائل علي بن ابي طالب وزوجه وابناءه هي في كتب اهل السنة، بل إنهم ذاتهم لا يجدون فضائل من غلو فيهم إلا في كتب اهل السنة فكيف يزعمون ان دين اهل السنة محرف وان بني امية حرفوه، اليس من الأولى الا يضع بني امية شيء من فضائل من غلت فيهم الرافضة في كتب الحديث، ولو كانت احاديث اهل السنة مختلقة لماذا لم يختلق مختلقوها احاديث ضد من غلى فيهم الرافضة، ولماذا لم يختلق اهل السنة احاديث في فضائل معاوية او في مزيدا من الفضائل لأبي بكر وعمر وعثمان او لماذا لم يصححوا احاديث كثيرة يرون ضعفها او كذبها وهي في فضائل ابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية
وكل شبهات الروافض من هذه الشاكلة وأردى فلا تصح لهم شبهة ولا يستقيم لهم استدلال