الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

هل الحق مع أهل السنة ام مع الشيعة

هل الحق مع اهل السنة ام مع الشيعة
عرض أحد الشيعة يقول انهم لا يصدقون ما في كتبنا وأننا نحن لا نصدق ما في كتبهم وبالتالي فيمن غير الممكن معرفة اين هي الحقيقة وفق قوله
واقول ان الشق الأخير غير صحيح فإنه لا يمكن لمن اراد دين الله الحق الا أن يهتدي إليه وإلا لكان المرء هو وحظه إن كان ابواه على الحق والتزم بطريقهما فيكون على الحق وإلا فهو هالك لا محالة
وقبل الدخول في تفاصيل من المهم الإشارة إلى امر ضروري وهو ان الله أرسل الرسل لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل كما في قوله تعالى (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)
واكرر بعد (الرسل)، فلم يقل الله بعد الأنبياء او بعد الأئمة بل قال بعد الرسل
فمن ذلك فإن حجة الله هي في الرسل بنص القرآن
تحريف الكتب السماوية السابقة
باختصار شديد فالتحريف على نوعين، تحريف المعاني وتحريف الألفاظ، اما تحريف المعاني فمجمع على انه حصل في الكتب السماوية السابقة، واما تحريف الألفاظ فعلى قولان وإن القول فيه قول من قال بتحريف الكتب السابقة إذ ان الشواهد تؤكد ذلك ومنها ورود الفاظ او عبارات في حق الله او في حق الأنبياء لا تليق بهم
وبذلك فلا سبيل لمعرفة مراد الله الحق إلا من القرآن والصحيح من السنة كما سيتضح فيما يلي
وحين ننظر إلى الرسول الخاتم نجد ان الله انزل عليه القرآن وان الله أخبرنا ان القرآن لن تناله يد التحريف، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن حفظ القرآن من التحريف امر تقتضيه الضرورة وإلا لما أمكن للناس ان يهتدوا إلى الحق إن كان حصل في القرآن تحريف او زيادة او نقص
وعلى ذلك فمن ادعى ان في القرآن زيادة او نقص او تحريف الفاظ او تبديل فلا شك انه في ضلاله وكفره لأنه أسقط الحجة التي لله على خلقه، وإن كان تم التحريف في الفاظ القرآن فإنه لا يمكن لبشر ان يهتدي إلى الصواب بأي طريق إذ ان الوحي وهو الطريق الوحيد قد انقطع بانقطاع الرسل
من ذلك فإن معرفة الحق والوصول إليه لا يكون إلا بالقرآن وحده دون الكتب السماوية السابقة
دلالة القرآن إلى الحق
وحين نأتي إلى القرآن نجد علامات واضحة تهدي من أراد إلى الحق، فمن ذلك ان الله امر بطاعته وإتباع كتابه، وامر بإتباع وطاعة نبيه، كما ان القرآن أثني على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان مما يدل على سلامة ما هم عليه وانهم على الحق وان من خالفهم ضال لا شك في ضلاله
ولا نجد ان القرآن امر او أثني على إتباع أحد إلا ثلاثة وهم القرآن والنبي والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار
ونجد ان القرآن امر بطاعة اولي الأمر ولم يأمر بإتباعهم، واولي الأمر هم الامراء او الخلفاء او الحكام، والأمر بالإتباع اقوى من الأمر بالطاعة إذ ان الطاعة فيما يأمرك به اما الإتباع فهو فيما يأمرك به وفيما لم يأمرك به
ونجد ان الله حين امر بطاعة اولي الأمر بيّن حين يحصل تنازع معهم ان تكون العودة إلى الكتاب والسنة فقط وذلك في قوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) فالرد لا يكون إلا إلى الله (اي كتابه) والرسول (اي أقواله وسنته) وهذا في حال التنازع مع ولي الأمر، وما يدل على ان التنازع هو مع اولي الأمر انه لو كان التنازع بين المؤمنين دون ولي الأمر لكان الرد إلى ولي الأمر أولى خاصة إذا كان معصوما، وذلك أولى من ان يرجع المؤمنون إلى الكتاب والسنة وفق ما يستنبطونه هم منهما كما انه يكون هناك تناقض هل نطيع اولي الأمر كما امر الله ام نرد ما يحصل فيه تنازع بين المؤمنين إلى الله والرسول، وما الموقف من الحاكم او ولي الأمر حين يحصل تنازع بين المؤمنين ولا يتم الرد إليه
ولم نجد ان الله جعل في هذه الأمة ائمة لا في القرآن ولا في السنة، كما ان الله ما جعل لبشر العصمة فكل البشر يحصل منهم الخطأ والذنب والسهو والنسيان ولم ولا يسلم من ذلك بشر، فإذا كان حصل من اولي العزم من الرسل ما هو خطأ او ذنب او سهو او نسيان وهذا واضح بنص القرآن وفي مواضع عديدة فما حال بقية البشر
كما اننا لم نجد ان القرآن ذكر او اشار الو المح إلى ان الرسل معصومين عن الوقوع في الذنب او السهو او الخطأ او النسيان ما عدا تبليغهم للدين فهم معصومين الا يبلغوا إلا الحق من الله تبارك وتعالى
والتبليغ عن الله يشمل امرين اثنين، القرآن، والدين
اما القرآن فهو محفوظ بحفظ الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان الرسول يؤديه كما نزل عليه فلا يحصل في ذلك خطأ، وذلك امر لا مناص منه لأنه ليس باستطاعة البشر لو حصل ما لا يريده الله كوضع أية في غير موضعها او كإنقاص أية او زيادة فيه لما أمكن للبشر ان يعلموا ذلك إلا بوحي وان الوحي انقطع ولا يتنزل الوحي إلا على الرسل
وإننا نرى ان الله يرسل مع الرسل آيات تبين صدقهم وليتم تمييزهم عن مدّعي النبوة، كما ان الله حين بعث طالوت ملكا جعل لذلك اية ان يأتيهم التابوت فيه سكينة وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة
وعلى ذلك فعلى كل إنسان الا يقبل قول يخالف القرآن والسنة إلا ببينه
وقد يقول قائل، فما بينة اهل السنة على انهم هم الذين على الحق فنقول، ان بينة اهل السنة انهم يتبعون القرآن وما صح وثبت عن النبي وفق علم الحديث وعلم الجرح والتعديل، فإن قال قائل فأنا لا اثق بالقرآن انه ليس محرف او لا اثق بالسنة عند اهل السنة انها هي الصحيحة فالقول في ذلك ان نقول له اما القرآن فهات لنا كتابا من عند الله هو أهدي منه نتبعه إن كانت من الصادقين، واما من يطعن في السنة عند اهل السنة فنقول له فهات لنا سنة هي أهدي منها لنتبعها إن كنت من الصادقين
فإذا لم يأتوا بقرآن هو أهدي من القرآن الذي بين أيدينا ولم يأتوا بسنة هي أهدي من التي بين ايدي المسلمين فنعلم انهم إنما يتبعون اهواءهم كما جاء في قوله تعالى (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50))
فإذا لم يأتي احدا بكتاب من عند الله هو أهدي من القرآن فنعلم انه كاذب في زعمه وكذلك من لم يأتي بسنة هي أهدي وأوثق من كتب السنة لدى اهل السنة علمنا انه كاذب في زعمه وليس لنا ان نترك القرآن ولا السنة لقول قائل ولا لشبهة مدّعي مهما كان ذلك القائل ما عدا عيسى بن مريم حين ينزله الله إلينا
مخالفة الرافضة للعقل والمنطق
ما أكثر مخالفة الروافض للعقل والمنطق وتصادم دينهم مع الحقائق، وقد يطول بنا المقام في ذلك ولكن نضع امثلة فقط وباختصار فنقول:
إن اهل السنة اليوم وجدوا ان الصحابة الذين جعل الله نشر الدين على عاتقهم بايعوا أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بايعوا بعده عمر ثم عثمان، ولم نرى أحدا اعترض على ذلك، وان هؤلاء الصحابة هم الذين نقلوا إلينا الدين وهم الذين فتحوا الفتوح ونشروا الإسلام، فكيف يدّعي مدّعي انهم غيروا وبدلوا، إذا كان هؤلاء الذين اقام الله بهم الدين وفتحوا الفتوح ونشروا الإسلام بدلوا فمن الذي لم يبدل، تلك دعوى لا يصدقها من لديه عقل
فعلمنا انه الحق خاصة وان أبا بكر هو أفضل هذه الأمة بعد النبي بأحاديث صحيحة، كما ان الله اثبت صحة خلافته في موضعين على الأقل في القرآن
ثم رأينا من جاء بعدهم بسنين طوال وليس لهم لا سابقة في الدين ولا فضل لا في فتح البلدان ولا في صد عدو ولا في نشر دين ولا في حفظ القرآن والسنة فزعموا ان الخلافة هي لعلي بن ابي طالب وأنها اغتصبت منه، فرأينا زعمهم ليس إلا زعم لا يصدقه لا عقل ولا منطق ولا تقول به الحقائق ولا رأينا السابقين يرون ذلك او يرتضونه او يدعون إليه
ثم إننا رأينا أبا بكر وعمر وعثمان ساروا بالأمة السيرة الحسنة فأقاموا علم الجهاد واقاموا علم الدين ونفع الله بهم امة الإسلام وجمعوا القرآن وفتحوا البلدان ودخل في دين الله على أيديهم هم والصحابة خلق كثير من الأمم، ولم نرى أبا بكر ولا عمر ولا عثمان استكثر احد منهم من متاع الدنيا او طمع فيها او اورثها بنيه فلو كانوا اغتصبوا الخلافة فلا اقل من توريثها لأبنائهم، اليسوا اغتصبوا الخلافة وقادوا الجيوش ضد جزيرة العرب، فما الذي يمنعهم من توريثها لأبنائهم
ثم إننا رأينا الخلافة حصل فيها اختلاف بين المهاجرين والأنصار مما يدل على ان الأنصار يريدونها وحريصين عليها، ولكنهم اذعنوا للحق حين عرضه عليهم أبا بكر وعلموا ان الخلافة في قريش دونهم، وانهم اذعنوا وهم يريدون الخلافة فإذا كانوا يريدونها فلماذا لم يأخذوها اذا كانت ستغتصب من علي بن ابي طالب، لماذا لم يأخذوها وهم الأقوى في المدينة وهم القوة الضاربة التي نصر الله بها الإسلام
اتهامات وشبهات الرافضة ساقطة
رأينا شبهات الرافضة واتهاماتهم ساقطة لمخالفتها للأدلة والبراهين ولمخالفتها للحقائق والمنطق، وكيف ان شبهات الرافضة واتهاماتهم لا تثبت بأي طريق لا بالقرآن ولا بالسنة ولا بالحقائق ولا بالتأريخ ولا بالمنطق وعلى سبيل المثال لا الحصر سنأخذ شبهة وحدة من شبهات الروافض لنرى كيف انهم يتكلمون بغير علم ويتهمون بغير ادلة وهي شبهة زعمهم ان دين اهل السنة هو دين اموي
شبهة ان دين اهل السنة أموي
يتهم الشيعة اهل السنة بأن دينهم اموي، هكذا، بلا دليل عندهم في ذلك ولا برهان، بل لا يوجد حتى نقولات بذلك ولو كانت لا تصح، يستغل الرافضة ان دين بني امية ودين اهل السنة دين واحد فيزعمون رجما بالظن ان دين اهل السنة دين اموي، يزعمون ذلك ليلبسوا على عوامهم امر دينهم فيتقبلها العوام دون وعي ولا تفكر
وإن زعم الروافض هذا هو كزعم فرعون حين زعم ان موسى كبير السحرة مستغلا تشابه عمل السحرة ببرهان موسى فضحك بذلك على قومة كما يضحك علماء الشيعة على عوامهم تماما
وقد دلنا القرآن ان هناك من يرمي اهل الحق بما ليس فيهم مستغلا إمكانية حصول ذلك كما فعل فرعون حين اتهم موسى بأنه كبير السحرة وان موقف السحرة مع موسى إنما هو مكر مكروه، ونحن نعلم يقينا ان ما قاله فرعون هو كذب، وهكذا حين رجم فرعون بالظن ليلبس على اتباعه رجم الرافضة بالظن ليلبسوا على اتباعهم، وبدلا من ان يقولوا ان دين بني امية هو دين اهل السنة جعلوا العكس لينفروا اتباعهم من الدخول في الإسلام
تعرض رموز اهل السنة للقتل والسجن والتعذيب يكذب الرافضة
ومن الأدلة أيضا على ان قول الشيعة هو باطل انهم يرون علماء اهل السنة يتعرضون للتعذيب والسجن والقتل لأنهم يجهرون بالحق ولا يمالئون في ذلك الحكام
فهذا سعيد بن جبير قتله الحجاج بن يوسف، وهذا احمد بن حنبل يعذب في مسألة خلق القرآن وهذا ابن تيمية قضى كثيرا من عمره في السجون حتى انه مات وهو في السجن، فكيف يزعم الروافض ان اهل السنة متواطئون مع الحكام وهم يرون كيف حالهم في الثبات على الحق والصبر عليه، وإذا كان اهل السنة منحرفين عن الإسلام فماذا يضر ابن حنبل ان يسكت في مسألة القول بخلق القرآن ولا يصيبه ما أصابه
كما ان الروافض لو كانوا يعقلون لعلموا ان وجود فضائل علي بن ابي طالب وزوجه وابناءه هي في كتب اهل السنة، بل إنهم ذاتهم لا يجدون فضائل من غلو فيهم إلا في كتب اهل السنة فكيف يزعمون ان دين اهل السنة محرف وان بني امية حرفوه، اليس من الأولى الا يضع بني امية شيء من فضائل من غلت فيهم الرافضة في كتب الحديث، ولو كانت احاديث اهل السنة مختلقة لماذا لم يختلق مختلقوها احاديث ضد من غلى فيهم الرافضة، ولماذا لم يختلق اهل السنة احاديث في فضائل معاوية او في مزيدا من الفضائل لأبي بكر وعمر وعثمان او لماذا لم يصححوا احاديث كثيرة يرون ضعفها او كذبها وهي في فضائل ابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية
وكل شبهات الروافض من هذه الشاكلة وأردى فلا تصح لهم شبهة ولا يستقيم لهم استدلال