الجمعة، 29 أبريل 2016

من هو المسلم الحق

من هو المسلم الحق
سؤال تم طرحه علي وذهبت بعيدا في محاولة للإجابة على ذلك السؤال
اول ما اسعى إليه في مثل هذه الحالات ان أجد الإجابة في القرآن الكريم ثم فيما صح وثبت من السنة النبوية، فهذين المصدرين هما الذين نجد فيهما الحق
جعلت اتأمل في الفرق بين المؤمن والمسلم وتأملت تعريف المسلم كما ورد في الحديث الصحيح: مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ المُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ (البخاري)
فهل هذا تعريف واضح جامع مانع ام ان هناك امور اخرى يجب تحققها، هذا ما ثبت لي، حيث تبين لي ان هناك شروطا اخرى يجب ان يشملها التعريف لتعريف المسلم وهذا ثابت من حديث صحيح آخر عن النبي وفيه صلى الله عليه وسلم يقول: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ (متفق عليه)
فلو اكتفينا بالتعريف الأول فقط لانتقض التعريف الثاني وهذا باطل
فثبت ان تعريف المسلم لا يكون بالحديث الأول ولكنه تعريف يصلح لذاك الزمن حيث لم تكن ظهرت بعد البدع الشركية والاعتقادات الباطلة آنذاك، ففي ذات الوقت كان كل المسلمين يعتقدون الاعتقاد الصحيح وليس فيهم من يعتقد بجواز الإستغاثة بأصحاب القبور او يعتقد بالإمامة مثلا او ان عليا أفضل من ابي بكر
اما وقد جدت في الإسلام بدع ومنكرات وعقائد باطلة وشركيات فليس شرطا بل لا يمكن ان يكون التعريف الوارد في الحديث على إطلاقه
وتعريف المسلم له حالين:
  • المسلم الحقيقي عند الله
  • المسلم عند الناس
فالناس ليس لهم إلا الظاهر فقد يُظهر امرئ الإسلام وهو ليس مسلم فيكون عندنا مسلم نزوجه ونأكل ذبيحته وهو عند الله كافر لنفاقه
وسؤال كثير ما يطرحه البعض فيقول: ولماذا لا نترك الناس لرب الناس، ونقول أن لذلك سبب جوهري إذ ان الناس بحاجة إلى الحكم على الناس وتصنيفهم حسب دينهم لأن ذلك له ارتباط بأحكام دنيوية كالتزويج واكل الذبيحة والبدء بالسلام عليه والصلاة خلفة او عليه وغير ذلك، فلا يمكن لنا نحن البشر ان نعلم ما في صدور الناس حتى نعلم حقيقتهم الحقيقية ولكن لنا الظاهر ويجب ان نحكم على الناس ونصنفهم لأجل تنفيذ الأحكام الدنيوية بظواهرهم وإلا لخالفنا تعاليم ربنا فزوجنا من لا يجوز تزويجه او اكلنا ذبيحة هي حرام علينا او صلينا على من لا تجوز الصلاة عليه وهكذا
ونحن نرى في القرآن من كان مؤمنا بنص صريح في القرآن ثم كفر لا لشيء إلا لأنه استهزأ بشيء من الدين، اي انه لم يتغير اعتقاده من حيث التصديق بالله وبالنبي والشهادتين وبالصلاة بل كانوا مع النبي في غزوة تبوك، (يقول البعض انهم اصلا كانوا منافقين وهذا غير صحيح لأنه يتنافى مع صريح القرآن حيث ورد في القرآن قوله سبحانه وتعالى "قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" فهم قد كفروا بعد إيمانهم، فدل ذلك على ان من كان مؤمنا ثم استهزأ بشيء من الدين فإنه يكفر لمجرد استهزاءه
ولو نظرنا في هؤلاء النفر الذين كانوا مؤمنين ثم استهزأوا بشيء من الدين نجد انهم لا يزالون يشهدون الشهادتين ويصلون مع النبي وكانوا في جهاد مع النبي ولم يكذبوا بشيء مما ورد ولم يتغير فيهم إلا انهم استهزأوا بشيء من الدين
كذلك نجد ان الله اقسم على نفى الإيمان عن الذين لم يُحكموا النبي فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضى النبي، قال سبحانه وتعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)) (النساء)
فدل على ان التعريف الجامع المانع يدخل فيه امور اخرى ليست مجموعة في تعريف واحد في القرآن او السنة
وعلى هذا فليس من الممكن الاكتفاء بتعريف المسلم الوارد في حديث النبي وهو: مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ المُسْلِمُ
بدليل وجود حديث آخر للنبي يعرف فيه المسلم انه: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
ومن هنا فحين نعلم ان المسلمين في زمن النبي على عقيدة صافية وان النبي عرّف المسلم بالتعريفين اعلاه فإن التعريفين لا يكونان كافيان إلا إذا كان المسلم على العقيدة الصافية التي كان عليها المسلمون آنذاك بالإضافة إلى تحقق التعريفين الواردين في الحديثين الصحيحين
هذا والله اعلم

الأحد، 24 أبريل 2016

التناقضات في دين الرافضة

التناقضات في دين الرافضة
نرى العديد من التناقضات في دين الشيعة الرافضة وهي تناقضات تتعارض مع نفسها كليا، وانه في الوقت الذي يفتقر دين الشيعة الرافضة لأي دليل لهم على عقائدهم فإنهم يعانون من هذه التناقضات ايما معاناة
التناقضات كثيرة ومنها ما يلي:
الأول:     يدعون ان الله جعل ائمة معصومين لحفظ الدين ثم نراهم لا يجدون ما يستدلون به لعقائدهم إلا من كتب اهل السنة
فالقرآن جمعه ابو بكر برأي من عمر ووحد المسلمين عليه عثمان ،، كما نرى ان السنة جمعها اهل السنة حتى ان الرافضة لا يجدون ما يستدلون به على دينهم لاتباعهم الا من كتب اهل السنة
فأين وظيفة هؤلاء المعصومين !!! وكيف قاموا بها إذا كانوا يفتقرون إلى الأدلة على عقائدهم فلا يجدونها إلا في كتب اهل السنة
الثاني:     يزعمون ان الله جعل ائمة معصومين للحاجة الى ذلك ،، ففي زعمهم انه لا يمكن ان يدع الله البشر عرضة للضلال ،، في حين اننا نجد البشر يعيشون اكثر من الف سنة بلا إمام معصوم ،، فاذا كان وسع البشر البقاء تلك القرون الطويلة بلا إمام معصوم فإنهم يمكن لهم العيش بقية الزمن بلا امام معصوم ،، ما الذي سيتغيّر ،، ولو خرج اليوم رجلا وقال الشيعة ان هذا هو الإمام المعصوم فما بينة ذلك ،، وكيف يكون معصوما ونحن نرى الرسل انفسهم يحصل منهم السهو والخطأ والنسيان وبعض صغائر الذنوب
الثالث:    زعمهم ان النبي أرسل أبا بكر بسورة براءة ثم نزل عليه جبريل فقال للنبي انه لا يؤدي عنك الا انت او رجل منك فأرسل النبي عليا خلف ابي بكر ليأخذ السورة منه
فهم هنا يناقضون أنفسهم بإيمانهم بوقوع الخطأ من النبي في حين يدّعون ان المعصومين لا يحصل منهم خطأ ولا سهو ،، فلا ندري وفق إيمانهم بهذه الرواية هل هم يؤمنون ان النبي معصوم ام يؤمنون انه يقع منه الخطأ
الرابع:    يدعون ان عليا بطل مغوار وانه بألف فارس ويدعون في الوقت نفسه ان أبا بكر وعمر وعثمان جبناء يفرون من المعارك وفي نفس الوقت يدعون ان ابا بكر وعمر اغتصبا الخلافة من علي بن ابي طالب
فلا ندري هل ادعاءهم الاول هو الصحيح وان عليا بطل مغوار ام ان الثاني هو الصحيح وانه ضعيف تسلب الخلافة منه ويكسر ضلع زوجه
الخامس: نرى الشيعة يدّعون ان النبي امر عليا بالسكوت على اغتصاب الخلافة ،، ونراهم في نفس الوقت يدّعون ان عليا معصوم ،، فإذا كان علي معصوم فما الحاجة للوصية إليه ،، هل هناك خشية ان يخطئ علي بن ابي طالب وهو المعصوم

الجمعة، 22 أبريل 2016

وسائل الرافضة في إثبات عقائدهم

وسائل الرافضة في إثبات عقائدهم
معلوم ان الرافضة لا يمتلكون ادلة ولا براهين على الدين الذي يدّعونه لا من القرآن ولا من السنة بل ولا حتى من العقل والمنطق
ودين بهذا الشكل يصعب إقناع الناس به إن لم يكن من المستحيل فكيف حقق الشيعة الرافضة إقناع اتباعهم بدينهم ذلك وهم لا يمتلكون عليه ادلة ولا براهين
لقد إتبع الرافضة استراتيجية يراها من يتأمل في كتبهم وكتاباتهم واقوالهم، وهي استراتيجية تقوم في الأساس على العاطفة وتغذية العاطفة من جهة وعلى الضرب على وتر تحقيق مراتب عليا في الجنة عبر اعمال شركية يتولى الشيطان تأصيلها في نفوس ذوي العقول الضعيفة
استراتيجية الشيعة الرافضة تتمحور حول عدد من النقاط منها :
اولا :     استخدام العاطفة للتأثير عليها في نفوس اتباعهم، وهذا امر ملاحظ لا يحتاج إلى التأكيد، إذ انه بإستخدام العاطفة يتم تمرير معتقدات وتصورات يشربها اتباعهم عبر عواطفهم، استخدام العاطفة امر اساس في دين الشيعة إذ ان العقل إذا خوطب بعقائد الشيعة فإنه يرفضها وبستنكرها
ويتولى الرافضة التأثير على عاطفة اتباعهم عبر ادعاء مظلوميات او البكاء على مظلوميات حصلت منذ قرون عديدة لإبقاء تأثيرها في نفوس اتباعهم حيا لا يموت، وقد سألناهم هل لأنه حصلت تلك المظلوميات مثلا فإن الإمامة تكون حقا بعد ان كانت باطلا، طبعا نعرف انهم لا يمكن لهم الإجابة ولكن نسألهم لنبين لهم فساد ما ذهبوا إليه في إثبات عقائدهم المبتدعة
ثانيا :     التظاهر بالولاء لبشر لهم فضلهم ومكانتهم عند المسلمين، والضرب على وتر القرابة للنبي، لذلك حدد الشيعة قرابة النبي ليتظاهروا بمحبتهم ليس حبا فيهم بقدر ما هو حاجتهم لأي شيء يعزز دعواهم نظرا لعدم إمتلاكهم لأي دليل على ما يدّعون
فإدعاء الشيعة محبة قرابة النبي والغلو فيهم ليس ناتج عن محبة حقيقة لهم بقدر ما هو استغلال تلك القرابة للتفريق بين المؤمنين ولمحاربة دين الإسلام الحقيقي الذي هو دين اهل السنة
ثالثا :     لجوء الرافضة إلى المغالات في تعظيم من غلو فيهم وإلى المغالات في الإنتقاص من بقية الصحابة حتى يبقى من غلى فيهم الرافضة هم الأفضل في نفوس اتباعهم، فنلاحظ دائما تمسك الشيعة بإطلاق لقب "الإمام" على علي بن ابي طالب وعلى استخدام تعابير يختصون بها من غلو فيهم كقولهم كرم الله وجهه لعلي بن ابي طالب او قولهم عليه السلام لعلي بن ابي طالب ولمن يزعمون انهم ائمة
فملاحظ انه لا يطيب لدى الرافضة إلا إذا انتقصوا من ابي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة او الحط من شأن ازواج النبي لكيلا يبقى في اذهان اتبعهم في القمة إلا من غلو فيهم فقط، وهذا هو الهدف الحقيقي من سعي الرافضة للحط من شأن افاضل الصحابة
ولذلك يجب على المسلمين عدم مجاراة الرافضة فيما يطلقونه على علي بن ابي طالب من لقب الإمام او عليه السلام او كرم الله وجهه
رابعا :    سرقة الرافضة لفضائل الصحابة ونحلها لمن غلو فيهم، وهذا باب واسع ولا توجد اية فيها مدح للمؤمنين إلا وتجد مقولة "وقيل انها نزلت في علي" ولا تجد فضيلة لصحابي او لقب تميّز به صحابي إلا وتجد الرافضة قد كذبوا فيه رواية ليجعلوها في علي بن ابي طالب او في فاطمة بنت النبي
ومما سرقه الرافضة لفظ "أهل البيت" فهو في ازواج النبي ولكن الرافضة يدّعونه فيمن غلو فيهم لأجل سرقة اية التطهير من ازواج النبي ليدّعوها فيمن غلو فيهم ولإضفاء مزيدا من التفخيم عليهم ليتوهم البعض ان من غلى فيهم الرافضة هم افضل من ابي بكر وعمر وعثمان مثلا، او ليتوهم البعض ان الحسن والحسين هما افضل الناس في زمانهما مثلا
خامسا :  التفاعل الشديد ضد من يذكر علي بن ابي طالب بدون غلو فيه وإنكارهم عليه وتضخيم الأمر لإرهاب خصومهم لإبقاء المغالات في علي باقية حتى لدى اهل السنة
والخلاصة ان دين الرافضة لا يقبل به إنسان لديه عقل او يرى بمنطق، فلا يقبل به إلا من حُرم نعمة العقل والفهم والبصيرة، وعلماء الرافضة ومعمّميهم يعلمون ذلك ولذلك نراهم يستعملون الاستراتيجيات أعلاه لتحقيق ما يعجزون عنه بالأدلة والبراهين

(لا تزال مسودة)

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

شبهات لنصراني حول اخطاء نحوية في القرآن والرد على احداها

شبهة للنصارى حول القرآن
كتب نصراني او هكذا هو يقول عن نفسه طاعنا في القرآن مفتريا ان هناك اخطاء نحوية فيه عارضا امثلة مما يتوهمه، وحيث ان شبهاته هذه أضعف من ان تحتاج إلى الرد ولكن من باب رد الشبهة نرى اهمية تفنيد ما قاله او بالأصح شبهة واحدة مما قاله خاصة ان طرحه قد يظن البعض ان له قيمة.
وقد ارتأيت الرد على شبهة واحدة حتى لا يطول الموضوع ويتشعب ولأن هناك مختصين هم أفضل من غير متخصص مثلي هم اهل للرد على تلك الشبهات
وقبل ان نرد على شبهته وقد اخترتها لأنها اول شبهة طرحها فإنه يجب النظر إلى جملة من الحقائق وهي:
اولا:     ان النحو تم اخذه من القرآن ومن لغة العرب الأقحاح وبالتالي فطعنه في القرآن وزعمه ان فيه اخطاء نحوية هو طرح مضحك، إذ كيف يكون هناك اخطاء نحوية من كتاب لم يؤخذ النحو إلا منه
ثانيا:     نزل هذا القرآن على فصحاء قريش وشعراءهم وكانوا شديدي العداوة للنبي وقد أعجزهم القرآن وتحداهم، فلو كان فيه اخطاء كما يدعي النصراني لكان مأخذا يأخذه مشركي قريش ليطعنوا به في النبوة التي اقاموا الحروب وقتلوا من قتلوا للقضاء عليها
ثالثا:     يطعن النصراني في القرآن ولو صدق في زعمه وانه من عمل بشر فإن البشر الذين يظن انهم جاءوا بالقرآن هم من أفصح العرب فلماذا يقعون في تلك الأخطاء وهم من هم في فصاحتهم، وكمثال ذكر في احدى نقاطه عند قوله تعالى "هذان خصمان اختصموا في ربهم" فيرى هو ان الآية كان يجب ان تكون "هذان خصمان اختصما في ربهم"، ونقول إن مثل هذه من اهون الأمور ولا يمكن ان تفوت على النبي والصحابة وهم ذوي الفصاحة والسليقة، وإن هذا يدل على ان القرآن من عند الله وليس من عندهم
رابعا:   تمت دراسة القرآن دراسة متعمقة حتى ان العلماء الفطاحلة قاموا بإحصاء عدد حروفه وعدد آياته وناقشوا كل حرف فيه نحويا ولغويا وكتبت فيه المؤلفات ومن هؤلاء العلماء من هو من اهل اللغة كسيبويه والفخر الرازي والزمخشري وغيرهم من العلماء ولم يذكر ان أحدا منهم وافق النصراني على طرحه
وقبل ان نطرح شبهته الأولى ونناقشها فإنه يجدر ان نذكر اننا طرحنا على النصراني سؤالين فلم يستطع ولا أصلا تجرأ ان يجيب عليهما والسؤالان هما:
1.    سألناه ما دام يرى هذا الرأي في القرآن ان يأتينا بكتاب من عند الله هو أهدي منه لنتبعه إن كان من الصادقين
2.    سألناه ان يطرح علينا دليل على ان عيسى بن مريم هو رسول من عند الله
شبهة النصراني
كما اسلفت فقد طرح شبهات عديدة ويمكن للمهتم ان يبحث عن الرد عليها في النت ولكن من باب إظهار خطئه فأرد على الشبهة الأولى وفيها يقول: "رفع المعطوف على المنصوب: جاء في سورة المائدة اية 69 قوله تعالى "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون" ويقول: كان يجب ان ينصب المعطوف على اسم إن فيقول: والصابئين كما جاء في سورة البقرة" انتهت شبهة النصراني
الرد على الشبهة
لغة العرب لغة متقدمة جدا ومتمكنة وغنية وذات عمق كبير، ولذلك لا غرابة ان جعل الله نزول القرآن بلغة العرب، ولا توجد لغة في الأرض تضارع لغة العرب ولا حتى تقترب منها، ومن المؤكد ان غير المختصين بلغة العرب يجهلون كثيرا من دقائق اللغة وعمقها، فظنهم بالنقص او الخلل في القرآن هو نقص في افهماهم هم وليس في القرآن.
جاء في تفسير الكشاف للزمخشري قوله:
وَالصَّابِئُونَ رفع على الابتداء وخبره محذوف، والنية به التأخير عما في حيز إن من اسمها وخبرها، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا، والصابئون كذلك، وأنشد سيبويه شاهداً له:
وَإلّا فَاعْلمُوا أنَّا وأنْتُمْ ... بُغَاةٌ مَا بَقِينَا في شِقَاقِ
أي فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك، فإن قلت: هلا زعمت أن ارتفاعه للعطف على محل إن واسمها؟ قلت: لا يصح ذلك قبل الفراغ من الخبر، لا تقول: إن زيدا وعمرو منطلقان. فان قلت لم لا يصح والنية به التأخير، فكأنك قلت: إنّ زيدا منطلق وعمرو؟ قلت: لأني إذا رفعته رفعته عطفا على محل إن واسمها، والعامل في محلهما هو الابتداء، فيجب أن يكون هو العامل في الخبر لأن الابتداء ينتظم الجزأين في عمله كما تنتظمها «إن» في عملها، فلو رفعت الصابئون المنوىّ به التأخير بالابتداء وقد رفعت الخبر بأنّ، لأعملت فيهما رافعين مختلفين. فان قلت: فقوله والصابئون معطوف لا بد له من معطوف عليه فما هو؟ قلت: هو مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) الخ ... ولا محل لها، كما لا محل للتي عطفت عليها، فان قلت: ما التقديم والتأخير إلا لفائدة، فما فائدة هذا التقديم؟ قلت: فائدته التنبيه على أن الصابئين يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان والعمل الصالح، فما الظن بغيرهم. وذلك أن الصابئين أبين هؤلاء المعدودين ضلالا وأشدّهم غيا، وما سموا صابئين إلا لأنهم صبؤا عن الأديان كلها، أي خرجوا، كما أن الشاعر قدم قوله «وأنتم» تنبيها على أن المخاطبين أو غل في الوصف بالبغاة من قومه، حيث عاجل به قبل الخبر الذي هو «بغاة» لئلا يدخل قومه في البغي قبلهم، مع كونهم أوغل فيه منهم وأثبت قدما فان قلت: فلو قيل والصابئين وإياكم لكان التقديم حاصلا. قلت: لو قيل هكذا لم يكن من التقديم في شيء، لأنه لا إزالة فيه عن موضعه، وإنما يقال مقدّم ومؤخر للمزال لا للقارّ في مكانه.
انتهى النقل
ومن يراجع كتب التفسير يجد شروحات تبين ذلك الأمر، ولو كان هذا خطأ لما كان فات على النبي محمد وصحابته الذي هم في الفصاحة في قمتها، وإن هذا الأمر ليؤكد ان القرآن ليس من عند محمد لأنه لو كان من عند محمد وكان هذا خطأ لما كان يفوت عليه مثل هذا الأمر ولا حتى على طالب نحو مبتدئ او على الأقل لخشي ان يطعن في القرآن بسببه.

والأعجب ان نصراني يطعن في القرآن وهو لا يجد ما يثبت به نبوة عيسى إلا من القرآن، لذلك نسألهم عن دليل نبوة عيسى لأنهم لا يملكون دليل ولا يمكنهم الاستشهاد بالقرآن وهم يطعنون به