الثلاثاء، 19 أبريل 2016

شبهات لنصراني حول اخطاء نحوية في القرآن والرد على احداها

شبهة للنصارى حول القرآن
كتب نصراني او هكذا هو يقول عن نفسه طاعنا في القرآن مفتريا ان هناك اخطاء نحوية فيه عارضا امثلة مما يتوهمه، وحيث ان شبهاته هذه أضعف من ان تحتاج إلى الرد ولكن من باب رد الشبهة نرى اهمية تفنيد ما قاله او بالأصح شبهة واحدة مما قاله خاصة ان طرحه قد يظن البعض ان له قيمة.
وقد ارتأيت الرد على شبهة واحدة حتى لا يطول الموضوع ويتشعب ولأن هناك مختصين هم أفضل من غير متخصص مثلي هم اهل للرد على تلك الشبهات
وقبل ان نرد على شبهته وقد اخترتها لأنها اول شبهة طرحها فإنه يجب النظر إلى جملة من الحقائق وهي:
اولا:     ان النحو تم اخذه من القرآن ومن لغة العرب الأقحاح وبالتالي فطعنه في القرآن وزعمه ان فيه اخطاء نحوية هو طرح مضحك، إذ كيف يكون هناك اخطاء نحوية من كتاب لم يؤخذ النحو إلا منه
ثانيا:     نزل هذا القرآن على فصحاء قريش وشعراءهم وكانوا شديدي العداوة للنبي وقد أعجزهم القرآن وتحداهم، فلو كان فيه اخطاء كما يدعي النصراني لكان مأخذا يأخذه مشركي قريش ليطعنوا به في النبوة التي اقاموا الحروب وقتلوا من قتلوا للقضاء عليها
ثالثا:     يطعن النصراني في القرآن ولو صدق في زعمه وانه من عمل بشر فإن البشر الذين يظن انهم جاءوا بالقرآن هم من أفصح العرب فلماذا يقعون في تلك الأخطاء وهم من هم في فصاحتهم، وكمثال ذكر في احدى نقاطه عند قوله تعالى "هذان خصمان اختصموا في ربهم" فيرى هو ان الآية كان يجب ان تكون "هذان خصمان اختصما في ربهم"، ونقول إن مثل هذه من اهون الأمور ولا يمكن ان تفوت على النبي والصحابة وهم ذوي الفصاحة والسليقة، وإن هذا يدل على ان القرآن من عند الله وليس من عندهم
رابعا:   تمت دراسة القرآن دراسة متعمقة حتى ان العلماء الفطاحلة قاموا بإحصاء عدد حروفه وعدد آياته وناقشوا كل حرف فيه نحويا ولغويا وكتبت فيه المؤلفات ومن هؤلاء العلماء من هو من اهل اللغة كسيبويه والفخر الرازي والزمخشري وغيرهم من العلماء ولم يذكر ان أحدا منهم وافق النصراني على طرحه
وقبل ان نطرح شبهته الأولى ونناقشها فإنه يجدر ان نذكر اننا طرحنا على النصراني سؤالين فلم يستطع ولا أصلا تجرأ ان يجيب عليهما والسؤالان هما:
1.    سألناه ما دام يرى هذا الرأي في القرآن ان يأتينا بكتاب من عند الله هو أهدي منه لنتبعه إن كان من الصادقين
2.    سألناه ان يطرح علينا دليل على ان عيسى بن مريم هو رسول من عند الله
شبهة النصراني
كما اسلفت فقد طرح شبهات عديدة ويمكن للمهتم ان يبحث عن الرد عليها في النت ولكن من باب إظهار خطئه فأرد على الشبهة الأولى وفيها يقول: "رفع المعطوف على المنصوب: جاء في سورة المائدة اية 69 قوله تعالى "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون" ويقول: كان يجب ان ينصب المعطوف على اسم إن فيقول: والصابئين كما جاء في سورة البقرة" انتهت شبهة النصراني
الرد على الشبهة
لغة العرب لغة متقدمة جدا ومتمكنة وغنية وذات عمق كبير، ولذلك لا غرابة ان جعل الله نزول القرآن بلغة العرب، ولا توجد لغة في الأرض تضارع لغة العرب ولا حتى تقترب منها، ومن المؤكد ان غير المختصين بلغة العرب يجهلون كثيرا من دقائق اللغة وعمقها، فظنهم بالنقص او الخلل في القرآن هو نقص في افهماهم هم وليس في القرآن.
جاء في تفسير الكشاف للزمخشري قوله:
وَالصَّابِئُونَ رفع على الابتداء وخبره محذوف، والنية به التأخير عما في حيز إن من اسمها وخبرها، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا، والصابئون كذلك، وأنشد سيبويه شاهداً له:
وَإلّا فَاعْلمُوا أنَّا وأنْتُمْ ... بُغَاةٌ مَا بَقِينَا في شِقَاقِ
أي فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك، فإن قلت: هلا زعمت أن ارتفاعه للعطف على محل إن واسمها؟ قلت: لا يصح ذلك قبل الفراغ من الخبر، لا تقول: إن زيدا وعمرو منطلقان. فان قلت لم لا يصح والنية به التأخير، فكأنك قلت: إنّ زيدا منطلق وعمرو؟ قلت: لأني إذا رفعته رفعته عطفا على محل إن واسمها، والعامل في محلهما هو الابتداء، فيجب أن يكون هو العامل في الخبر لأن الابتداء ينتظم الجزأين في عمله كما تنتظمها «إن» في عملها، فلو رفعت الصابئون المنوىّ به التأخير بالابتداء وقد رفعت الخبر بأنّ، لأعملت فيهما رافعين مختلفين. فان قلت: فقوله والصابئون معطوف لا بد له من معطوف عليه فما هو؟ قلت: هو مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) الخ ... ولا محل لها، كما لا محل للتي عطفت عليها، فان قلت: ما التقديم والتأخير إلا لفائدة، فما فائدة هذا التقديم؟ قلت: فائدته التنبيه على أن الصابئين يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان والعمل الصالح، فما الظن بغيرهم. وذلك أن الصابئين أبين هؤلاء المعدودين ضلالا وأشدّهم غيا، وما سموا صابئين إلا لأنهم صبؤا عن الأديان كلها، أي خرجوا، كما أن الشاعر قدم قوله «وأنتم» تنبيها على أن المخاطبين أو غل في الوصف بالبغاة من قومه، حيث عاجل به قبل الخبر الذي هو «بغاة» لئلا يدخل قومه في البغي قبلهم، مع كونهم أوغل فيه منهم وأثبت قدما فان قلت: فلو قيل والصابئين وإياكم لكان التقديم حاصلا. قلت: لو قيل هكذا لم يكن من التقديم في شيء، لأنه لا إزالة فيه عن موضعه، وإنما يقال مقدّم ومؤخر للمزال لا للقارّ في مكانه.
انتهى النقل
ومن يراجع كتب التفسير يجد شروحات تبين ذلك الأمر، ولو كان هذا خطأ لما كان فات على النبي محمد وصحابته الذي هم في الفصاحة في قمتها، وإن هذا الأمر ليؤكد ان القرآن ليس من عند محمد لأنه لو كان من عند محمد وكان هذا خطأ لما كان يفوت عليه مثل هذا الأمر ولا حتى على طالب نحو مبتدئ او على الأقل لخشي ان يطعن في القرآن بسببه.

والأعجب ان نصراني يطعن في القرآن وهو لا يجد ما يثبت به نبوة عيسى إلا من القرآن، لذلك نسألهم عن دليل نبوة عيسى لأنهم لا يملكون دليل ولا يمكنهم الاستشهاد بالقرآن وهم يطعنون به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق