الجمعة، 7 يوليو 2017

ايهما اولى ،، تقديم النقل ام تقديم العقل

منهج اهل السنة والجماعة في تلقي الحديث
اثار أحد الفضلاء مسألة عدم قناعته او عدم قدرته على تقبل بعض الأحاديث التي هي في الصحيحين، وأشار إلى أنه يؤمن ان القرآن محفوظ بحفظ الله، اما الحديث فهو يرى انه تطرقت إليه عوامل التحريف والتغيير ودخل فيه ما هو كذب، فلذلك هو يرى انه لا يستطيع تقبل بعض الأحاديث.
نبذة مختصرة عن تعريف الحديث الصحيح:
يشترط علماء الحديث للحديث خمسة شروط ليكون صحيح، وهي معروفة ثلاثة شروط في السند وشرط في المتن وشرط في المتن والسند، وعلم الحديث علم وضعه المسلمين ويمتازون به عن غيرهم من اهل الأديان الأخرى، والشروط هي:
ان يرويه العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علّة، وتفصيلها كما يلي:
1.     اتصال سند الرواة إلى منتهى الحديث
2.     عدالة الرواة
3.     ضبطهم للحديث وحفظهم
4.     الا يكون الحديث شاذ والشاذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه
5.     الا يكون في الحديث معلا وهو الا يكون هناك سبب خفي قادح يقدح في المتن او السند
وهذه الشروط هي قمة في التحقق من صحة الخبر، ويزيد عليها البخاري شرطا سادسا في السند وهو ان يثبت ان الراوي قد رأى من روى عنه الحديث
ماذا عن الأحاديث التي يرى البعض
انه لا يمكن قبولها او لا تتقبلها عقولهم
هناك أحاديث بعضها في الصحيحين يرى البعض انه لا يمكن ان تصح عن النبي، ويرون ان بعضها يتعارض مع القرآن او ان بعضها لا يقبله العقل، وفي ذلك تفصيل:
هل التي يراها البعض تتعارض مع القرآن هي فعلا تتعارض مع القرآن، ام هو توهم بوجود هذا التعارض
وهل هناك أحاديث تتعارض مع العقل والمنطق ام انها فعلا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي فهي لا تتعارض مع العقل والمنطق
منهج اهل السنة والجماعة تقديم النقل إذا صح على العقل
تختلف الفرق في تلقى الخبر عن النبي وينفرد اهل السنة والجماعة من بين الجميع بتقديم النقل على العقل إذا صح الخبر
ايهما أولى تقديم النقل ام تقديم العقل
هذا سؤال مهم، وقبل الإجابة عليه يجب التأكيد في حال كان رأي أحدهم تقديم العقل على النقل ان نسأله ما هو العقل الذي نقدمه على النقل، وما هو النقل الذي نقدم عليه العقل
اهل السنة منهجهم تقديم النقل الصحيح طبعا على العقل فلنراجع حجة الطرف الثاني الذي يخالفهم لننظر هل الحق معه ام مع اهل السنة
العقل:
يختلف الناس في عقولهم وفيما يصدقونه ويتفاوتون في ذلك، فعلى أي عقل نعتمد، والمشكلة ان كثير من الناس يفهم بطريقة تجعله يفهم ان الأمر يناقض العقل، فالمشكلة في فهمهم وليس في الحديث، ولكن هناك أمور لا شك انه يصعب او يستحيل على العقل تقبلها لأنها تخالف حقائق او تخالف الطبيعة، وعلى ذلك فهناك أمور مخالفتها للعقل متوهمة وهناك أمور مخالفتها لما عليه الطبيعة حقيقة
اين الصواب:
طالما نحن متفقون على ان القرآن صحيح لا شك فيه فننظر هل توجد مثل هذه الأمور في القرآن ام لا، فإن وجدت فيه كان في ذلك حسم النزاع لصالح منهج اهل السنة في تقديم النقل على العقل إذا صح النقل
ورد في القرآن أمور تخالف الحقائق العلمية وامور في ظاهرها انها تخالف العقل ولا يمكن ان تحدث، وبما اننا متفقون على ان القرآن حق وورد فيه ما قد يراه المرء يخالف العقل فإذن يجب ان نقدم ما صح من الحديث
امثلة من القرآن:
·        جعل الله النار بردا وسلاما على إبراهيم، فهذه تخالف الحقائق
·        رد البصر ليعقوب برمي القميص على وجهه
·        تقطيع النساء لأيديهن عندما رأين يوسف
·        احياء الله للرجل وحماره
·        احياء الله الرجل المقتول بضربه ببعض البقرة التي أخبرهم موسى ان الله امرهم بذبحها
·        بلوغ ذا القرنين مطلع الشمس ومغربها
·        تسخير الله الجن لسليمان
·        تعليم سليمان منطق الطير وسماعه لكلام النملة ومحاورته مع الهدد
·        بعث الله لغراب ليعلم ابن آدم كيف يواري الميت
·        يأجوج ومأجوج وانه بينهم وبين البشر ردما ويوشك هذا الردم ان يجعله ربي دكا وانهم يخرجون في آخر الزمان
·        انشقاق اليم لموسى وقومه
·        تحول العصا إلى حية
·        إنجاب سارة زوج إبراهيم عليه السلام وهي عجوز عقيم
·        إنجاب امرأة زكريا عليه السلام وهو عقيم وهي عجوز
·        ولادة عيسى من غير اب
·        رفع عيسى وانه سيرجع
·        موقف لوط عليه السلام وعرضه لبناته على بني قومه حين راودوه عن ضيفه
فإذا كانت تلك المواقف وغيرها وردت في القرآن ولو انها وردت في غير القرآن لتشككت ذات العقول التي ترفض او تشكك فيما ورد في الأحاديث يثبت بأن الصواب تقديم النقل على العقل إذا صح النقل وفق شروط الحديث الصحيح