الخميس، 29 أكتوبر 2015

التأصيل الشرعي لما يجب تجاه دعوة ابن عبدالوهاب

التأصيل الشرعي لما يجب تجاه دعوة ابن عبدالوهاب
كثيرون الذين يتهجمون على دعوة ابن عبدالوهاب وكثير منهم يطعنون بأقوال قالها فيه خصومه وصدقوهم في اقوالهم بلا بيّنة عندهم فيه ولا برهان
وقد سألنا كثير ممن يطعنون في ابن عبدالوهاب ان يُخرجوا لنا من كتبه ما يُخالف قال الله قال رسوله فما تجرأ منهم على ذلك احد
والواجب علينا نحن المسلمين امام دعوة ابن عبدالوهاب وفق شرع الله ان نحكم بالعدل والإنصاف ،، وحتى نقوم بذلك فإن دعوة ابن عبدالوهاب لا يمكن ان تخرج عن ثلاث حالات هي :
اولا : ان دعوته مخالفة لقال الله قال رسوله في بعضها او كلها وان عمله موافق لدعوته اي ان عمله مخالف في بعضه او كله لما جاء عن الله ورسوله
ثانيا : ان دعوته مطابقة لقال الله قال رسوله ولكن سلوكه كان مخالفا لدعوته وافعاله مغايرة لأقواله
ثالثا : ان دعوته مطابقة لقال الله قال رسوله وسلوكه وافعاله مطابقة لدعوته
ولا شك ان الموقف تجاه النقاط الثلاث وفق شرع الله ما يلي :
اولا : إن كانت دعوة ابن عبدالوهاب مخالفة لقال الله قال رسوله فيجب طرح دعوته ونبذها او إذا كان بعضها هو المخالف فيجب نبذ المخالف من دعوته
ثانيا : إن كانت دعوته مطابقة لقال الله قال رسوله ولكن سلوكه كان مخالفا لدعوته فقد ذهب هو إلى ربه وحسابه على الله ،، وقد هدانا الله إن كان الأمر كذلك كما في قوله سبحانه وتعالى (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون) ،، فعليه فتُقبل دعوته لأنها مطابقة لما جاء عن الله وعن رسوله واما هو فحسابه على الله ،، اما من يرفض دعوة الشيخ وهي مطابقة لما قاله الله وقاله رسوله لأن الشيخ مثلا خالف دعوته فهذا ضال إذ ان سلوك الشيخ لا علاقة له بالدعوة إذا كانت موافقة لشرع الله ،، ومن يرفض دعوته فإنما يرفض الإسلام لأننا إفترضنا ان دعوة الشيخ مطابقة لشرع الله ،، فلا يجب ان نرفض كلام حق لأن قائله مخطيء او مخالف لقوله ،، وهذا ما يريده الطاعنون في الشيخ فهم يريدون الطعن في دعوة الشيخ رغم مطابقتها لشرع الله عبر الطعن في الشيخ
ثالثا : إن كان دعوته مطابقة لقال الله قال رسوله وعمله مطابق لدعوته فوجب ان نثني عليه وان ننصره وان نعمل بدعوته وندافع عنه
وقد طرحنا مرات عديدة سؤال للطاعنين في الشيخ وفي دعوته ان يُخرجوا لنا شيئا من كتب الشيخ خالف فيها قال الله قال رسوله فما تجرأ احد ،، واحدهم الطاعنين في الشيخ طعن فيه في المسائل التي حكم فيها بالكفر على مرتكبها وقد تبيّن ان كل المكفرات العشر التي جاء بها الشيخ ابن عبدالوهاب هي موجودة بحذافيرها في كتب الحنابلة ،، كما ان الشيخ صرح في كتبه انه لم يحكم بكفر احد إلا من اجمعت المذاهب على تكفيره وهذا نص قول الشيخ رحمه الله (سألني الشريف عما نقاتل عليه وما نُكَفِّر به؟ فقلت في الجواب: إنا لا نقاتل إلا على ما أجمع عليه العلماء كلهم) (كتاب : المورد العذب الزلال)
وقد نفى الشيخ في كثير من كتبه ورسائله ما يفتريه بعض اهل زمانه فيه وبيّن مواقفه في كثير من النقاط التي تُفترى عليه فالشيخ مثلا لا يحكم بالكفر بالظن ولا يحكم بكفر من لا يعرف عنه الكفر بسبب ناقض ذُكر عنه والشيخ لم يتحقق منه وهذا نص كلام الشيخ (من أظهر الإسلام، وظننا أنه أتى بناقض، لا نكفّره بالظن، لأن اليقين لا يعرفه بالظن . وكذلك لا نكفّر من لا نعرف منه الكفر، بسبب ناقض ذُكر عنه ونحن لم نتحققه) (الرسالة الثالثة من الرسائل الشخصية للشيخ ابن عبدالوهاب ،، رسالته إلى محمد بن عيد)
كما ان الشيخ بيّن في رسائله انه إن كان ما ذكره في كتبه وفي دعوته قاله من عنده او جاء به من كتاب لا يوافق قال الله قال رسوله فهو يدعوا إلى رميه وهذا نص كلام الشيخ (وبالجملة، فالذي أنكره: الاعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره. فإن كنتُ قلته من عندي فارم به، أو من كتاب لقيته ليس عليه عمل فارم به كذلك، أو نقلته عن أهل مذهبي فارم به، وإن كنت قلتُه عن أمر الله ورسوله، وعما أجمع عليه العلماء في كل مذهب، فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرض عنه لأجل أهل زمانه أو أهل بلده، وإن أكثر الناس في زمانه أعرضوا عنه) (الرسالة الثامنة من الرسائل الشخصية للشيخ ابن عبدالوهاب ،، رسالته إلى ابن صياح)
والخلاصة :
ان موقف الطاعنين في ابن عبدالوهاب منبثق من تشرّبهم لطعون اعداء الشيخ فيه ولم يتحققوا من صحتها ولم يراجعوا كتب الشيخ للتثبّت ،، هذا من جهة ،، ومن جهة اخرى فالطاعنين في الشيخ يستغلون طعون اعداء الشيخ للطعن في الدعوة ذاتها والمصيبة فيهم ان دعوة الشيخ مطابقة لما قال الله قال رسوله فهم يهاجمون الدعوة موافقه لشرع الله من خلال طعنهم في الشيخ ويمارسون التنفير من الدعوة من خلال التنفير من الشيخ والدليل على هذا انك لو سألت احدهم ان يأتي بشيء خالف فيه الشيخ قال الله قال رسوله لما استطاع
احد الطاعنين في الشيخ طعن في المكفرات العشر التي ذكرها ابن عبدالوهاب وقال من اي جاء بها ،، هكذا ،، فهو لم يراجعها نقطة نقطة ويستخرج منها شيء ليس من الشرع وإنما طعن في تلك المكفرات ،، والأغرب ان تلك المكفرات العشر موجود بحذافيرها في كتب الحنابلة ذاتهم قبل ان يولد ابن عبدالوهاب ،، وهنا نجد المكفرات العشر كما وردت عند ابن عبدالوهاب وفي كتب الحنابلة
فكل طعن يُرمى به الشيخ هو طعن ينجر على دعوته ودعوته مطابقة لشرع الله وان الطاعن يتحمل وزر طعنه
وهكذا هم علماء الشرع الحقيقيين فلم يظهر منهم احد إلا وإنبرى له اهل الضلال ومن وافقهم من السماعين لهم بالطعن فيه