الاثنين، 12 ديسمبر 2016

انا وصاحبي الشيعي في نقل السنة

انا السني وصاحبي الشيعي
في التوثق مع صحة الأحاديث عند اهل السنة
كلانا ولد في هذا العصر ،، ولدنا وبيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من أربعة عشر قرن ،، كلانا وجد آباءه على دين فتدين به ،، وقد وجدت انا ان الدينين متناقضين ،، فإما ان يكون الحق مع اهل السنة ،، او يكون مع الشيعة ،، او يكون مع دين ثالث غيرهما
رأيت ان كلا منا يظن ان اباءه على الحق ويعتقد بمعتقداتهم ،، ويرى صحة استدلالاتهم ،، لماذا ،، هل كلا الطرفين يهمه ان يعتنق دين آباءه وان يدّعي انه حق ولا يهمه إن كان حقا او لم يكن
بالنسبة لي فالحرص على دين آبائي لأنه دين آبائي هو امر مستحيل ولله الحمد ،، اما الطرف الآخر فالله اعلم بما في نفسه
ولا يحتاج ان ابين لماذا هو مستحيل بالنسبة لي فإنني ادركت ان لنا خالقا وان بعد الموت جنة او نار واكون احمقا إن انا استحبيت دين آبائي على رضاء الله وجنة عرضها السموات والأرض ،، وكإثبات اقول إن من يظن ان هناك دينا هو اصح من دين أهل السنة والجماعة فليتفضل به لأتبعه إن كان من الصادقين
في نقاش مع شيعي رأى ان في صحيح البخاري ما يطعن في صحته ،، وليس من المنطق ان اعرض عليه صدق علماءنا فإنه لا يثق بذلك ولا انا اثق بما نقله إليهم علماءهم لأني اوقن ان علماءهم لم يتحروا الصدق بل إنني اؤمن ان علماءه يقولون الكذب وهم يعلمون
ولكن اود ان اعرض ما يزيل الشبهات حول البخاري وحول نقل الأحاديث في كتب اهل السنة فإن ذلك احرى ان يوضح الحق لمن يريده
كما اسلفت فنحن قد ولدنا في هذا العصر ،، وليس امامي إلا ما نقله إلينا علماءنا وليس امامه إلا ما نقله إليهم علماءهم
وسأتحدث عما نقله إلينا علماءنا
بعد وفاة النبي لم يكن هناك تدوين كامل للقرآن ولا كان هناك تدوين للسنة إلا شيء قليل لا يذكر وإنما كان الرجال يحفظون في صدورهم القرآن واحاديث النبي ،، (كان القرآن مكتوبا في رقاع وكتف وكرب النخيل وغيرها ولكنه لم يكن مجموعا ولا كان مرتبا) فحين استحر القتل في القراء يوم اليمامة تنبه الصحابة لأهمية جمع القرآن حتى لا يذهب فجمعوه في قصة معروفة
واما ما يتعلق بالحديث فكان الصحابة يتناقلون ما سمعوه من النبي ولم يكن يوجد تدوين للسنة إلا ما كان شيء قليل لا يعتد به
ولم يكن احدا يسأل عن رواة الحديث او يشكك فيها حتى حصلت الفتنة عام 40 من الهجرة فحين اصبح البعض يحرف او يكذب نصره لما هو عليه بدأ الناس يسألون عن الإسناد ليعرفوا إن كان الحديث يؤخذ به ام لا
وتطور هذا العلم عند اهل السنة حتى انهم اصبحوا يفرقون بين رواية الراوي قبل تأريخ او بعد تأريخ بسبب اختلاط الراوي او ذهاب مكتبته وإنتبه العلماء لكثير مما يؤثر في صحة الحديث او يقوي بعضه على بعض وطال هذا العلم حتى اصبح من العمق بمكان حتى إنهم ليفرقون بين قول الراوي حدثنا وحدثني في تحديد قوة الحديث ،، فهناك فرق بين كلمة "حدثنا" وكلمة "حدثني" عند علماء الحديث ،، وإن لكل كلمة من كلمات نقل الحديث كـ حدثني واخبرني وسمعت وعن وقال لها ثقلها في ميزان تقوية الحديث
كما انه في علم الرجال نجد ان علماء الحديث قد دققوا الرواة وسبروا احوالهم لمعرفة الثقة من الأوثق والحافظ من الأقوى حفظ واهتموا بطرق الحديث ليستنبطوا منه امورا يدرجونها في ميزان وزن الأحاديث ،، بل وعلى سبيل المثال إن الحال وصل بالبخاري ان يشترط وجود ما يثبت مقابلة الراوي لمن روى عنه اذا كانت الرواية معنعنة ليدرج الحديث في صحيحة ،، لأن حرف "عن" لا تقتضي المقابلة او الرؤية ،، فكل حديث في البخاري حين تستعرض السند ستجد ان البخاري لديه ما يثبت مقابلة كل راوي عمن روى عنه اذا كان معنعنا ،، في حين يشترط مسلم معاصرة الراوي لمن روى عنه ،، لذلك فإن اهل السنة يقولون ان صحيح البخاري اصح كتاب بعد كتاب الله لأن شروطه في التدقيق اقوى من شروط
وكمثال لإثبات مقابلة الراوي لمن روى عنه عند البخاري أتي بمثال من رسالة ماجستير في موقف الإمامين البخاري ومُسلم من اشتراط اللّقيّا والسّمَاع في السّند المعنعن بَين المتعَاصِرين لمؤلفها خَالِد مَنصُور عَبد الله الدريس وفيها فائدة ليعلم الذين وقعوا في البخاري من هو البخاري :
- أخرج البخاري في باب "القراءة خلف الإمام" حديثاً من طريق زارة بن أبي أوفى عن عمران بن حصين أن رجلاً صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بسبح اسم ربك الأعلى ... الحديث.
ثم إن البخاري أخرج بعد هذا الحديث مباشرة : (عن زرارة قال : رأيت عمران بن حصين يلبس الخز) . ثم رجع فساق الحديث الأول بخمسة أسانيد عن زرارة عن عمران وليس فيها التصريح بالسماع.
ولا أجدُ تفسيراً لصنيع الإمام البخاري إلا أنه أراد إثبات أن زرارة قد لقي عمران بن حصين – رضي الله عنه – لاسيما وأن موضوع الكتاب كله عن مسألة القراءة خلف الإمام، وليس ثمة علاقة بين لبس الخز وموضوع الكتاب ألبته، فلا يبقى إلا القول بأن الإمام البخاري ساق ذلك الأثر ليقرر أن زارة بن أبي أوفي لقي عمران بن حصين – رضي الله عنه -، ومما يزيد الأمر قوة أن سماع زرارة من عمران غير معروف بنص بعض أهل العلم فقد قال الغمام أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي : (لا يعرف سماع زرارة من عمران بن حصين، وإنما يعرف سماعه من أبي هريرة وعبد الله بن سلام) .
والإمام البخاري هنا احتج بالرؤية على إثبات اللقاء الذي هو شرطه في الاحتجاج بالحديث المعنعن. (إنتهى النقل)
واقول لصاحبنا الشيعي ،، هذا ما ندين الله به ،، وان العمدة عندي هي كتب الأحاديث عند اهل السنة وفق ما علمناه من دقة وضبط وعناية اهل السنة ،، فإن طعن احد في ذلك فليكن ولكن ليكن بطريق علمي او ليأتي بما هو اهدى من كتب الأحاديث عند اهل السنة لأتبعها إن كان من الصادقين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق