الثلاثاء، 3 يناير 2017

الموقف من حديث الكساء

الموقف من حديث الكساء
السؤال المطروح هو : ما هو الموقف من حديث الكساء؟
السؤال مهم ،، وقبل الإجابة ارى انه يجب طرح مقدمة لتكون الصورة كاملة يتضح معها حديث الكساء
وقبل ذلك يجب التوضيح ان هذا ما راه فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان
في اية التطهير امامنا حقائق وهي:
أولا :    إن الأيات من (28) إلى (34) من سورة الأحزاب كلها في ازواج النبي فما الذي يستدعي إخراج جزء من الأية رقم (33) لتكون في غير ازواج النبي
ثانيا :    ان إذهاب الرجس والتطهير ليس ثابت تحققه إلا بتحقق الشروط التي ذكرت في اول الآية ،، فلم تأتي الآية بصيغة "إن الله اذهب الرجس عنكم وطهركم" وإنما جاءت بصيغة "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" ،، وفرق كبير بين الصيغتين
          فبذلك يكون إذهاب الرجس والتطهير حتى يتحقق يجب ان يتحقق ما امر الله به ازواج النبي من الإقرار في البيوت وعدم التبرج وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله وهي توجيهات ربانية ليحصل لهن إذهاب الرجس والتطهير
          اي ان إذهاب الرجس والتطهير يلزم لتحققه تحقق إتباع ازواج النبي للتوجيهات الربانية وإلا فلن يحصلن لهن إذهاب الرجس والتطهير
ثالثا :    اننا لم نجد ان الله تعالى آتى احدا من البشر مزيد فضل إلا بزيادة ابتلاء ،، فحين جعل الله لأزواج النبي من الأجر مرتين جعل عليهن من العذاب ضعفين
رابعا :   ليس في القرآن ولا في السنة ما يؤيد من يقول ان الله اذهب الرجس عن قرابة النبي لا تصريحا ولا تلميحا
         والمقصود انه لا توجد آيات أخرى او احاديث أخرى خلافا لحديث الكساء تؤيد من يقول ان اذهاب الرجس والتطهير هي لقرابة النبي وليس لأزواجه
خامسا:  إذا قيل ان الله اذهب الرجس عن علي وفاطمة والحسنين فما المقابل لذلك ،، فإننا نجد انه حين اراد الله إذهاب الرجس عن ازواج النبي وتطهيرهن فإن الله امرهن ووجههن بقوله سبحانه وتعالى "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" وان الله امرهن ووجههن بذلك ليحصل لهن إذهاب الرجس عنهن وتطهيرهن ،، فما المقابل لإذهاب الرجس عن قرابة النبي وتطهيرهم
سادسا : ان قول "إنما يريد الله" وردت في القرآن اربع مرات وهي:
         فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ
         فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
         وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ
         وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
         جاء في تفسير الطبري في الأية الأولى قوله :
         وقوله:"فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم"، يقول تعالى ذكره: فإن تولى هؤلاء اليهود الذين اختصموا إليك عنك، فتركوا العمل بما حكمت به عليهم وقضيت فيهم "فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم"، يقول: فاعلم أنهم لم يتولوا عن الرضى بحكمك وقد قضيت بالحقّ، إلا من أجل أن الله يريد أن يتعجّل عقوبتهم في عاجل الدنيا ببعض ما قد سلف من ذنوبهم (انتهى النقل من الطبري)
         وهنا نجد صراحة ان إنما مبنية على ما قبلها ولتوضيح المقصود اقول فإن قوله تعالى "فإن تولوا" اي اليهود فإن الله يريد ان يصيبهم ببعض ذنوبهم
         فاذا اعملنا هذه القاعدة مع اية التطهير نجد ان التوجيهات الربانية هدفها ان الله يريد بها إذهاب الرجس عن ازواج النبي وتطهيرهن
سابعا :  ربما يختلف البعض في صيغة التذكير في "عنكم" وإنها لم تأتي "عنكن" ،، وهذا ليس غريب بل انه امر طبيعي لأن العرب تعامل لفظ "اهل" بصيغة المذكر والجمع ،، فلا تخاطب إلا بالتذكير والجمع ،، ومن قال خلاف ذلك فليأتي بدليل من لغة العرب ان لفظ "اهل" يؤنث اذا كان المخاطب به انثى ،، وفي القرآن نجد ان موسى قال لأهله امكثوا ولم يقل لها امكثي ولا قال لها امكث كما جاء في قوله تعالى "إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا"
الخلاصة
امام ما سبق نأتي الآن إلى حدث الكساء ،، وهناك عدة صيغ لحديث الكساء وان اصح ما فيه ورد في صحيح مسلم عن عائشة قالت : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ، مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: " {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
وهنا لا نجد ان النبي قال عن علي وفاطمة والحسنين انهم هم اهل بيته وإنما يقول النص ان النبي ادخلهم تحت كساءه ثم تلى الأية
والمعنى هنا لا يستقيم لو كانت الأية في قرابة النبي وهذا يتنافى مع بلاغة القرآن ،، لأنه لو كان الله اذهب الرجس عن قرابة النبي وطهرهم لقال سبحانه وتعالى "إن الله اذهب عنكم الرجس اهل البيت وطهركم تطهيرا" ،، وإن الآية جاء بقوله تعالى "إنما يريد الله" اي بما سبق من تعليمات وتوجيهات وإتباعكن لها ان يذهب عنكن الرجس ويطهركن
هل للموضوع أهمية ،، نعم ،، في نظري ان له أهمية بالغة ،، ذلك ان هذا الأمر ساهم بإنحراف الشيعة عن دين الله ووقعوا في الغلو في علي بن ابي طالب وزوجه وبعض بنية ،، وإن الوقوف بحزم في هذا الأمر له أهميته البالغة لأجل إنقاذ هؤلاء الناس من ضلالهم

هذا ما اره والله اعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق