الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

آية الولاية وآية التطهير فيمن نزلتا


آية الولاية وآية التطهير فيمن نزلتا

كتب احد الأخوة حفظه الله مخالفا لما تم ذكره في صورة في الرد على الرافضة ،، وأود في البداية ان اشكره على تواصله وحرصه ثم انني اختلف معه في هذا الأمر ،، وقبل ان اطرح ما لدي أود ان اقول ان الحق هو مطلبي فإن تبيّن لي الحق في غير الذي انا عليه فسأتخلى عما انا عليه واعتنق الحق اينما كان
آية إنما وليكم الله لم تنزل في علي ولا علاقة لعلي بها إلا كعلاقة اي مؤمن بها ،، فالآية نزلت إما في عبدالله بن سلام او في عبادة بن الصامت كما روت ذلك كتب التفاسير وذكرت في ذلك قصة لكل منهما ،، واما استدلال الرافضة بها فباطل لا شك فيه وكذلك القول انها نزلت في علي ،، فسياق الآيات - والرافضة دائما يقتطعون الآيات من سياقها - فسياق الآيات هو في عدم إتخاذ اليهود والنصارى اولياء من دون المؤمنين وقصة عبدالله بن سلام وعبادة بن الصامت فيها ما يؤكد ما نص عليه سياق الآيات وينسجم معها ،، كما يرد على من قال ان الآية نزلت في علي او بما يستدل به الرافضة فمن وجوه منها :
  • ان الآية جمع وعلي فرد
  • ان المفسرين قالوا انها نزلت في عبادة بن الصامت او في عبدالله بن سلام وقالوا ايضا انها نزلت في علي
  • اننا نجد في كتب التفاسير ان كثيرا من الآيات ورد "وقيل انها نزلت في علي" فإذا اضفنا غلو الشيعة واستمراءهم لرواية اي شيء فيما تحبه نفوسهم وكذب الشيعة واختلاقهم لأحاديث كثيرة تزيد على ثلاثمئة الف حديث وعدم تحقق المفسرين مما يروونه في تفاسيرهم فإن هذا يفسّر لنا لماذا ورد انه قيل ان الآية نزلت في علي
  • لا يوجد اي قول يصح يقول بانها نزلت في علي


بالنسبة لي فواقع الحال يجعلني لا اقبل شيء في علي رضي الله عنه إلا بعد تحقق شديد تفاديا لما كذبته الشيعة والرافضة في علي رضي الله عنه
وإن كل ما سبق شيء ولغة العرب شيء آخر إذ ان لغة العرب هي من ينسف معتقد الرافضة في تلك الآية نسفا ،، فحتى يصح إدعاء الرافضة فيجب ان تكون الآية بصيغة الماضي (أتوا الزكاة) وليس (يؤتون الزكاة)
قال سبحانه وتعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
فحتى يصح إدعاء الرافضة فيجب ان تكون الآية بصيغة الماضي (آتوا الزكاة) لأنه بمقتضى الآية وان (يؤتون) جاءت بصيغة المضارع فإن من يكون ولي للمؤمنين فان من صفته انه يؤتي الزكاة وهو راكع ،، وللتوضيح اكثر فإنك لو كنت مدرّسا وعندك طلاب ثم قلت احب الذي ينجح (جاءت ينجح بصيغة المضارع) فإنك تحب من صفته انه ينجح فإن نجح اليوم كان محبوبا وإن لم ينجح غدا زالت عنه تلك الصفة
وكذلك فإن صيغة المضارع في (ينجح) تجعل من كان ليس محبوبا اليوم لأنه لم يكن ناجحا فإنه يكون محبوبا غدا إذا نجح
والمدرس لو اراد ان يخبر انه يحب طالبا بعينه سواء نجح او لم ينجح فإن يجب ان يقول "احب الذي نجح" بصيغة الماضي وهذا طبعا إذا كان الطالب المحبوب هو الذي نجح قبل مقولة المدرس ولم يكن هناك غيره نجح من الطلاب
فإذن وبما ان الآية جاءت بصيغة المضارع فإن ذلك ينسف معتقد الشيعة في الآية كما ينسف انها في علي رضي الله عنه إذ لو كانت المسألة ان الولاية مرتبطة بمن يتصدق بخاتمه وهو راكع لكان كل من تصدق وفق منطوق الآية التي جاءت بصيغة المضارع فيتحقق فيه ان يكون وليُّنا سواء كان علي بن ابي طالب او غيره ،، وإذا تحقق مقتضى الآية في رجل سواء كان عليا او غيره فإنه يجب ان يستمر على إيتاء الزكاة وهو راكع وإلا زلت عنه صفة الولاية ،، وهذا امر محال ان تقصده الآية
وعلى ذلك فكل من يتصدّق وهو راكع اليوم او بالأمس او غدا فإنه يكون وليُّنا فإن تصدّق وهو غير راكع زالت عنه الولاية وهكذا
هذا من مقتضى الفاظ الآية وفق ما تقتضيه لغة العرب
آية التطهير
اية التطهير فلم تنزل إلا في ازواج النبي فقط ولو نظرنا إلى سياق الآية من اولها فإن الله امر ازواج النبي بأمور ونهاهن عن امور ووجههن بتوجيهات وان ذلك ليُذهب الله عنهن الرجس ويطهرهن ،، فإذهاب الرجس والتطهير لم يكن مجاني وإنما بإستحقاقات وإتباع اوامر وتوجيهات ليتحقق لأزواج النبي التطهير وإذهاب الرجس
قال سبحانه وتعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
فالله امرهن بالإقرار في البيوت ونهاهن عن التبرج وامرهن بإقامة الصلاة إيتاء الزكاة وان يطعن الله ورسوله ليذهب عنهن الرجس ويطهرهن
والنبي دعا لأصحاب الكساء وهذا دعاء من النبي وليس ان الآية نزلت فيهم ،، فلفظ أهل البيت تعني سكّانه كما ان اهل الحرم هم سكانه واهل الكتاب هم الذين يدينون به فمن هم اهل البيت (اهل بيت النبي) وقت نزول الآية ،، إننا نرى ان فاطمة والحسن والحسين آنذاك هم اهل بيت علي  ،، فأهل بيت النبي وقت نزول الآية لم يكن إلا ازواج النبي وليس احدا غيرهن وقت نزول الآية هم اهل بيت النبي
فلا اعلم انه يصح قول او مفهوم ان تكون اية التطهير لها علاقة بأصحاب الكساء سوى ان النبي دعا لهم ،، ودعاء النبي لهم لا يجعلهم هم اهل البيت ولا يجعل الآية نزلت فيهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق