الجمعة، 2 يناير 2015

دلائل صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم

دلائل صحة نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
رأينا شبهات اعداءنا الصليبيين بالأمس وقد اعتنقها اناس اليوم هم من بني جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا ويعيشون بيننا ،، رأيناهم يشككون في دين الإسلام وفي ثوابته ،، بل تمادى بعضهم فرأيناه يظن ان الكون ليس له رب انشأه
ومن تقدير الله ان جعل معجزة خاتم الرسل كتابا محفوظا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،، وارى انه من تقدير الله ان جعل معجزة القرآن تظهر في زمن لم يكن العلم قد انتشر فيه كزمننا هذا ليزيد في اعجازه وليُثبت صحة انه من الله ،، فها نحن نرى المشككين يشككون في القرآن وهو قد نزل قبل هذه المكتشفات والوسائل العلمية بقرون ،، فكيف لو كان القرآن لم ينزل إلا اليوم ،، وكثير من هؤلاء المشككين في دين الله قد اخبر الله عن امثالهم انهم لا يؤمنون ولو فتح الله لهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون كما في قوله سبحانه وتعالى (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)
ودلائل إثبات نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن دحضها ومنها على سبيل المثال وباختصار :
-  نجد الطاعنين في نبوة النبي يقولون ان الحقائق التي وردت في القرآن كانت معلومة في زمن النبي ،، ونقول فإنه إن صحّ زعمكم فليس لديكم دليل على ان النبي اخذ تلك الحقائق مما هو منتشر في زمانه هذا من جهة ومن جهة اخرى وعلى فرضية صحة قولكم وانه كانت توجد في زمن النبي حقائق فمن القطعي انه يوجد في زمانه ايضا ما يظنه اهل ذاك الزمن حقائق وهي ليست بحقائق ،، فكيف تمكن النبي من أخذ ما صح من الحقائق دون الخاطئ منها
فكيف يتوهم البعض ان النبي اخذ الحقائق التي هي في القرآن من بشر في زمانه وهم لا يملكون نقولات بذلك ،، وكيف لا يتفكّرون لو صح زعمهم كيف استطاع رجل مثل محمد ان يجمع ما صحّ فقط من الحقائق دون غيرها
-  ثبات النبي على ما يدعوا إليه من اول عهد النبوة إلى آخر لحظة في حياته دليل على انه لم يكن يريد شيئا بهذا الدين سوى انه صلى الله عليه وسلم نبي ويبلّغ رسالة ربه ،، وإننا لنجد ان النبي يعمل بما يدعوا الناس إليه فنراه يقوم الليل ويصوم النهار ويعيش شظف العيش في الوقت الذي كانت الجيوش بين يديه وسلطانه يتمدد في جزيرة العرب ،، فما الذي يدعوه ليخترع دين او ما الذي يدعوه ليكابد شظف العيش ويقوم الليل حتى تتفطر قدماه بدلا من ان يتوسّع على نفسه بخيرات الدنيا ونعيمها ،، فليأتي لنا المكذبين لنبوة النبي بملك او رجل حكم مثلما حكم النبي ثم عاش مثل عيشته وحكم بمثل حكمه ،، ولا شك ان فعل النبي هو مخالف لطبيعة الملوك
-  ان أي ملك لابد له من اعوان والأعوان يريدون الأموال وهناك من يريدون اعطيات ومن يشاهد سيرة النبي يجده خلاف ذلك تماما وان الذين إتبعوه هم من يدفع الأموال وهم من يتكبّد المشاق ويبذل الدماء في الجهاد في سبيل هذا الدين
-  في العهد المكي كان المسلمين ضعفاء والنبي يبحث عمن يحميه ليبلّغ رسلة ربه حتى يسّر الله له اهل يثرب الذين نصروه وتقاسموا اموالهم وازواجهم مع المهاجرين بل وارتضى الأنصار ان تكون الخلافة في المهاجرين دونهم وهم في بلدهم وهم الذين اقام الله الدين بسيوفهم ،، فكيف يرتضي مثل الأنصار ان يكونوا هم قوة الدين الضاربة ثم تكون الخلافة في ارضهم لغيرهم ،، هل كانوا زاهدين في الخلافة ،، سقيفة بني ساعدة تنفي ذلك ،، هل كانوا عاجزين عنها ،، كيف يكونون عاجزين عنها وهم قوة الدين الضاربة التي نشر الله بها الإسلام ،، سقيفة بني ساعدة وسلوكيات البشر تمنع ذلك تماما خاصة لدى العرب آنذاك ومن انكر ذلك فليأتي برجل خرج وبعض اتباعه إلى قوم آخرين فملّكوه عليهم وبذلوا ارواحهم واموالهم في سبيل ملكه
-  ورد في القرآن ما يُخالف النبي في مواضع ،، فمثلا ورد في شأن اسرى بدر ما يُخالف ما قرره النبي وقد عاتب القرآن النبي بقوله سبحانه وتعالى (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)) كما نجد القرآن خالف النبي كما في قوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ،، فكيف لو صح قول القائلين ان القرآن من النبي ان يخالف النبي نفسه ،، كما نجد ان القرآن خاطب النبي بقوله سبحانه وتعالى (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) ،، فما الدافع لو صح قول القائلين ان القرآن من النبي ليقول ما يُخالف ما فعله او ما يريده
كما نرى ان القرآن يوجه النبي كما في قوله سبحانه وتعالى (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75))
او في قوله سبحانه وتعالى (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52))
-  دعاوى المشككين في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم تتهاوى لانها في الأصل ليست مبنية على حقائق وإنما مبنية على ظنون واوهام ،، إذ ان ما يقولونه ليس مبني على نقولات ثابته او حتى نقولات فيها نظر وإنما اتخذوا تصورات مسبقة وحين تضاربت تصوراتهم مع حقائق القرآن زعموا من عند انفسهم ما زعموا ،، فليُثبتوا إدعاءتهم بحقائق وبنقولات ثابتة إن كانوا يملكون شيء ،، والغريب ان هؤلاء الطاعنين في نبوة النبي إنما تشرّبوا ضلالات الصليبيين ثم تبنّوها على انها حقائق وهم لا يملكون على قناعاتهم تلك لا ادلة ولا براهين ولا نقولات مؤكدة
-  دعوى القائلين بأن العرب جاءوا قبل النبي او بعد النبي بكلام بليغ يتحدى القرآن ولكن اتباع النبي اخفوا ذلك هو دليل من جانب آخر يطعن في قول الطاعنين في نبوة النبي ،، فجيئوني برجل يكون له اتباع ويكون له تأثيره فيهم مثل هذا التأثير والأتباع مستمرين على إتباعه مثل تلك القرون ،، يتبعونه في حال ضعفهم وفي حال قوتهم وفي حال مواجهتهم بالقتل او التعذيب ،، فطعن الطاعنين في نبوة النبي بدعواهم تلك هو إثبات لنبوة النبي من جانب آخر
ولنا ان نسأل هؤلاء الذين يدّعون ان العرب قبل النبي جاءوا بما هو افصح من القرآن ولكن المسلمين اخفوه فنقول لهم ،، من اين علمتم ذلك إن كان كما تقولون ان المسلمين اخفوه ،، هل نزل عليكم وحي بذلك ام لديكم نقل ينقله الثقات بذلك فأخرجوه لنا إن كنتم من الصادقين
ومن زعم ان النبي اخذ الحقائق العلمية مما كان مكتشف في زمانه فزعمه مدحوض ،، فالنبي عاش في مكة وعاش النبي لا يملك اسباب التحقق مما هو منتشر مثلا في زمانه ولا يوجد من يقول ان كتب او ما يسمونه بالحقائق انها وصلت إليه وليس في سيرته ان كان يعتكف على الكتب او يجالس علماء او فلاسفة ليأخذ منهم ،، فليخرج لنا الطاعنين في نبوة النبي الأوقات التي جلس يطالع فيها الكتب او الأوقات التي يجالس فيها علماء وفلاسفة زمانه ،، كما ان ثبوت خلو القرآن من أي معلومات علمية خاطئة يعني احد امرين ،، ان النبي توفق في اختيار الحقائق العلمية في زمانه بحيث لم يضع في القرآن إلا ما كان صحيحا وهذا مستحيل من الناحية العلمية ومن الناحية النظرية وإما ان يكون القرآن هو من عند الله حقيقة ولا مجال لما يُخالف هذا
فكيف يظن البعض ان النبي استطاع وهو الذي لا يقرأ ولا يكتب ولا يملك وسائل التحقق من صحة الحقائق العلمية الا يضع في القرآن إلا ما هو صحيح مؤكد
وإعجاز آخر في القرآن ان جميع نسخ القرآن من الصين شرقا إلى الأندلس غربا حروفه واحدة ونسخه واحدة لم يصلها تحريف مصداقا لقوله سبحانه وتعالى (إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
وإعجاز آخر ،، أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق