هل الناس اليوم في خطر عظيم
بالأمس البعيد كان احد الناس حين يلقي كلاما فإنه يلقيه على جمع يقل او يزيد عن العشرة
وكان الخطيب حين يخطب يخطب فيما يقل او يزيد عن المئة
فكانت الكلمة التي يلقيها يلقيها على مثل هذه الأعداد فقط
وبالأمس القريب
وبعد إختراع الراديو اصبح من يمتلك الإذاعة يستطيع ان يلقي كلاما على آلاف من الناس او ملايينهم
فإزداد عدد من يسمعهم كلامه من عشرات إلى آلاف او إلى ملايين
مرورا بالفضائيات التي ترسل صوت وصورة إلى ملايين من البشر
وكان هذا حكرا على من يتملك الإذاعة او الفضائية
ولكن اليوم
ومع الإنترنت
اصبحنا نرى الفرد العادي حين يقول كلاما فإنه ينشره إلى ملايين البشر
فكم هو الفرق بين الفرد العادي اليوم والفرد العادي بالأمس البعيد
وكم هو تأثير الكلمة التي يلقيها من كان بالأمس البعيد ومن كان في يومنا هذا
ولكن اين يكمن الخطر العظيم
إنه في الكلمة
فمن يكذب بالأمس البعيد كانت كذبته لا تتعدى عشرة او عشرين شخص
ولكن الفرد اليوم حين يكذب فإن كذبته تنتشر إلى ملايين البشر
ومن يدعوا إلى باطل بالأمس كان ما يحصده من ذنوب يتناسب مع عدد من يُسمعهم وكانوا قليل
واليوم فإن من يدعوا إلى باطل ،،، فإن ما يحصده من الذنوب يتناسب مع عدد من ينتشر إليهم كلامه وهم بالملايين
ويقول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه : وحَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا ، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " وهذا لفظ مسلم
كما يقول صلى الله عليه وسلم من حديث طويل :
ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : " أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ " , فَقُلْتُ لَهُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ , فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ , فَقَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ , فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ , وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ " , أَوْ قَالَ : " عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ (واللفظ لأحمد)
فأنت وما تكتب
فإن كان الأقدمون قد قصر بهم الحال فلا يُسمعون إلا قليل
فإن الله فتح اليوم علينا فمن يكتب يسمع آلاف او ملايين
فليتق الله احدنا فما يكتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق