السبت، 12 مايو 2012


هل الناس اليوم في خطر عظيم


بالأمس البعيد كان احد الناس حين يلقي كلاما فإنه يلقيه على جمع يقل او يزيد عن العشرة


وكان الخطيب حين يخطب يخطب فيما يقل او يزيد عن المئة


فكانت الكلمة التي يلقيها يلقيها على مثل هذه الأعداد فقط


وبالأمس القريب


وبعد إختراع الراديو اصبح من يمتلك الإذاعة يستطيع ان يلقي كلاما على آلاف من الناس او ملايينهم


فإزداد عدد من يسمعهم كلامه من عشرات إلى آلاف او إلى ملايين


مرورا بالفضائيات التي ترسل صوت وصورة إلى ملايين من البشر


وكان هذا حكرا على من يتملك الإذاعة او الفضائية


ولكن اليوم


ومع الإنترنت


اصبحنا نرى الفرد العادي حين يقول كلاما فإنه ينشره إلى ملايين البشر


فكم هو الفرق بين الفرد العادي اليوم والفرد العادي بالأمس البعيد


وكم هو تأثير الكلمة التي يلقيها من كان بالأمس البعيد ومن كان في يومنا هذا


ولكن اين يكمن الخطر العظيم


إنه في الكلمة


فمن يكذب بالأمس البعيد كانت كذبته لا تتعدى عشرة او عشرين شخص


ولكن الفرد اليوم حين يكذب فإن كذبته تنتشر إلى ملايين البشر


ومن يدعوا إلى باطل بالأمس كان ما يحصده من ذنوب يتناسب مع عدد من يُسمعهم وكانوا قليل


واليوم فإن من يدعوا إلى باطل ،،، فإن ما يحصده من الذنوب يتناسب مع عدد من ينتشر إليهم كلامه وهم بالملايين


ويقول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه : وحَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا ، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " وهذا لفظ مسلم




كما يقول صلى الله عليه وسلم من حديث طويل :


ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : " أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ " , فَقُلْتُ لَهُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ , فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ , فَقَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ , فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ , وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ " , أَوْ قَالَ : " عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ (واللفظ لأحمد)


فأنت وما تكتب


فإن كان الأقدمون قد قصر بهم الحال فلا يُسمعون إلا قليل


فإن الله فتح اليوم علينا فمن يكتب يسمع آلاف او ملايين


فليتق الله احدنا فما يكتب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق