الجمعة، 8 يناير 2016

سبحونة الرافضة

سبحونة الرافضة
يُحكى في قديم الزمان ان محمود الرجل الثري كان ذا اخلاق طيبة ،، وكان يُساعد المحتاجين ويُقرضهم المال لحين يوسع الله عليهم ،، وكان يسكن في قصر كبير ويسكن معه ابناءه واخوانه وابناء عمومته ،، الجميع كان يُحب محمود وجميع من في القرية يعرفون حبه للخير ويُحبونه إلا ما كان من نفر كانوا يكرهون محمود لأنه حال بينهم وبين إستغلال حاجات الناس للإثراء منها ،، فكانوا لا يعملون وإنما يستغلون حاجة الناس في إقراضهم بالربا إلا أن محمود قطع عليهم طريقهم هذا فلم يعد احدا في القرية يحتاج إليهم ،، فعاشوا مغتاظين من محمود ويُحاربونه بالقول وبالإفتراء عليه ولكن لم يكن احدا من اهل القرية يستمع إليهم فإضطرهم الأمر إلى التظاهر بمحبة محمود مجاراة للناس ولكنهم في دواخلهم يُبغضونه
عاش هؤلاء المنافقين في اسوأ حال ،، لا يقدرون على إستغلال الناس ولا على تشويه سمعة محمود
وكان من زيادة الخير في محمود ان اهل الخير يثقون فيه فيضعون اموالهم عنده او ما يجعلونه للفقراء من بعد موتهم عنده حتى يصرفه على مستحقيه ومنهم صالح الذي وضع عنده ارضا ثمينة مؤجرة وجعل ريعها وقفا للفقراء والمساكين والمحتاجين قبل ان يتوفاه الموت
استمر الحال سنين حتى اقترب اجل محمود ،، نظر محمود في اقاربه فرأى ان ابن عمه احمد اعرف بحاله وبما يفعله ،، كان احمد اقرب الناس إلى محمود حتى من اخوانه ومن ابناءه ،، وكان احمد يشارك محمود في كل اعماله ويعرف ما له وما عليه وما يتصرف فيه
امر محمود احمد ان يدير املاكه في مرض موته ورفض ان يفعل ذلك احدا غيره ،، واستمر الحال وانشغل من في الدار بمرض محمود ،، وفي ذات يوم وافى الأجل محمود وقبض ملك الموت روحه
حزن الجميع لموت محمود وإنشغلوا بأمره إلا ما كان من شأن المنافقين الذين فرحوا بموت محمود ولكنهم وجدوا في خليفته من يسير على منهجه ويعمل بعمله ،، حاول المنافقين تشويه سمعه احمد فلم يجدوا فيها شيئا يستطيعونه وحاولوا تشويه سمعة البيت بأكمله فلم يستمع إليهم احد
جلس المنافقين في منزل احدهم – كالعادة – يندبون حظهم وما آل إليه واقعهم وتذاكروا ما حصل بين سعد بن محمود وبين احمد من خلاف على ارض صالح حيث كان يظن سعد ان الأرض من املاك ابيه ولكن احمد اخبره انها امانة عند ابيه يصرف منها على الفقراء والمحتاجين ،، كثر الحديث بينهم عن هذه المشكلة التي حصلت ووجدوا فيها فرصة لتنفيذ مخططهم الشرير في تشويه احمد وفي تشويه بيت محمود النظيف ،، فجعل هؤلاء المنافقين يبكون متظاهرين ان سعد مظلوم وان احمد اغتصب منه إدارة الأملاك ومنعه من الأرض الثمينة التي ورثها من ابيه
تظاهر المنافقين بهذا المعتقد ليس حبا في سعد ولكن حبا في تشويه احمد ومن ثم تشويه بيت محمود كله وإثارة الشقاق والنزاع بينهم لأنهم حاقدين على محمود وعلى اقارب محمود الذين حرموهم من إستغلال البسطاء والفقراء من اهل القرية
استمر المنافقين في رفض احمد والتظاهر بمحبة سعد وغلو فيه وقالوا ان اباه لم ينصب إلا سعد ليدير املاكه وليس احمد
بعض السذج من الناس رأى تظاهرهم بمحبة سعد فظن فيهم خيرا فجعل يصدّق افتراءاتهم ،، كيف لا وهم يُظهرون المحبة لسعد بن محمود ويوالونه ويتظاهرون بمحبة محمود ويذكرون افضاله ،، فإنخدع بهم البعض وصدّقوهم فاستطاعوا شق صفوف القرية وجعلوا يحاولون القضاء على محبي احمد لأجل القضاء على كل من يحب محمود وبيته واهل بيته واقاربه
استمر حالهم وهم لا يزالون يتظاهرون بمحبة سعد والتباكي عليه ليستمروا في خداغ البسطاء ليتّبعوهم بعد ان اوهموهم انهم اوصياء من قبل سعد على استرجاع ما سبق ان دفعه إليهم ابوه فجعلوا يأخذون خمس اموالهم واشياء اخرى
ولا يزال المخلصين يحاربون الرافضة لإنقاذ الناس من استغلال الرافضة لهم ولكن بعض الناس يرفض ذلك ظنا منه ان الرافضة على حق لما يُظهرونه من محبة وغلو في سعد
وانتهت السبحونه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق