الثلاثاء، 31 مايو 2016

حديث توسل الأعمى بالنبي

حديث توسل الأعمى بالنبي
هناك من يسأل عن حديث توسل الأعمى بالنبي فرد الله بصره ،، وهذا حديث نرى ان بعض من يحبون التوسل بذات النبي يحبونه ويؤمنون به ،، وقد صحح بعض اهل العلم ذلك الحديث ولست من اهل هذا الفن لأبحث فيه
ومن منطلق ان لدي إشكالية في ذلك الحديث ستتضح بإذن الله في هذه الكتابة فإنني اريد ان يكون الرد على الحديث من محورين اثنين
المحور الأول وهو الأهم عندي انني اريد الحيثيات التي بناء عليها جعلت البعض يؤمن بصحة هذا الحديث وفق ما يرونه هم من منطوق الحديث ،، هل مثلا إتصال السند وعدالة الرواة وضبطهم هي ما جعلتهم يؤمنون به ،، أم ان تصحيح بعض علماء اهل السنة له هو ما جعلهم يؤمنون به ،، إن كان كذلك فهل كل الاحاديث الاخرى التي تتوفر فيها ذات الأمور او صححها ذات العلماء هم يؤمنون بها ،، ام انهم يؤمنون ببعض دون بعض
إن معرفة السبب الذي بموجبه آمنوا بذلك الحديث امر مهم ،، لأننا سنلزمهم بالإيمان بكل حديث تتحقق فيه تلك الحيثيات التي جعلتهم يؤمنون بحديث الأعمى وإلا كان إيمانهم ليس منبعثا من تحقق تلك الشروط
المحور الثاني ان هذا الحديث ليس له ما يسانده او يقول بمثله لا من القرآن ولا من السنة ولا مما عليه السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ،، وهو حديث آحاد وقد ثبت من احاديث عديدة اخرى تعارضها مع هذا الحديث
وهذا ما يبين اهمية المحور الأول لأنه مع وجود احاديث اصح من حديث توسل الضرير وتعارضه فالواجب الأخذ بالأصح الثابت الذي نص عليه القرآن والسنة وترك ما خالفها
ولا شك ان الشرع مستويات
فهناك ما هو امر مباشر صريح كقول الله تعالى (ادعوني) فهو امر للناس بالدعاء وكقول الله سبحانه وتعالى (صلوا على النبي) فهذا لا خلاف فيه انه مطلوب شرعا
وهناك ما هو مباح والأولى ما هو خير منه كما في قوله تعالى (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)) فجزاء سيئة سيئة مثلها وخير من ذلك من يعفوا ويصلح
وهنا بيت القصيد ،، فمن يؤمن بالتوسل بجاه النبي او بالبشر او بأصحاب قبور ويرى ان ذلك هو الشرع لمثل حديث الأعمى ثم هو لا يلتفت إلى الآيات العديدة والأحاديث الثابتة التي تأمر الناس بالتوجه إلى الله بالدعاء ،، فلماذا
فلماذا يترك البعض ما امر الله به من دعاءه سبحانه وما ثبت في حديث النبي الا نسأل إلا الله ثم يترك ذلك كله رغم تعدده وتنوعه في القرآن والسنة ليتمسك بحديث الأعمى ،، إن ذلك مدعاة للنظر وللشك في من يصر على التمسك بحديث الأعمى
فمن ذلك فمن يريد التمسك بحديث الأعمى تدينا وحبا لله فعليه ان يتمسك بما هو اثبت واصح وأكد مما هو في كتاب الله وفي سنة نبيه ،، كما ان عليه الا يرد ما هو اصح واثبت واكثر ذكرا في القرآن والسنة بحديث واحد ورد عن النبي وليس له ما يؤكده لا في القرآن ولا في السنة
ولقد بيّن الله في القرآن في قصص عديدة توجه العباد إلى الله مباشرة في دعاءه والإستغاثة به ولا يوجد في القرآن ولا موضع واحد ذكر الله فيه او امتدح ان يتوسل المرء بعبد صالح او بنبي مرسل ،، فلماذا ،، لو كان ذلك مشروعا او هو خير لهدانا الله إليه
كذلك لا توجد في سنة النبي ولا فيما عليه السابقين الأولين غير حديث الأعمى ،، فلا نجد ان الصحابة في القحط توجهوا إلى الله بجاه النبي يسألونه المطر ولا رأينا المرأة التي كانت تصرع فقال لها النبي إن شئت صبرت ولك الجنة فقالت اصبر ولكني اتكشف فأدع الله الا اتكشف فلم يرد مثلا انها توجهت إلى الله بالدعاء وقالت يا رب اتوجه إليك بنبيك محمد الا اتكشف
فلماذا البعض تدفعهم نفوسهم إلى التوسل ببشر وهو امر لم يأمر الله به ولا ورد عن رسوله إلا في حديث الأعمى وهو حديث آحاد وليس له ما يؤيده في السنة ولا فيما عليه السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار

والله اعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق