الأربعاء، 20 مارس 2013

وجوب إتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار

وجوب إتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار
شيعية تسأل فتقول : هل كل من اسلم قبل الفتح الله راض عنه بغض النظر عن عمله ؟
فأقول ان سؤالها مهم ،، ولكنه سؤال يظهر ان الهدف منه هو السعي لمعاندة امر الله ومعصيته للتملص من إستحقاقات إتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ،، واقول لها لك ان تتملصي كما تشائين فإنما على نفسك تجنين ولست انا من يقول ذلك بل هو قول علّام الغيوب حيث قال سبحانه وتعالى (وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً)
وأما بالنسبة للسابقين الأولين ورضاء الله عنهم كلهم او بعضهم فأرى ان يتم الإجابة عن كيفية إتباعهم ومن نتبّع منهم ذلك ان رضاء الله غلم غيبي ولا نتدّخل نحن فيه ولا نستطيعه ومقتضى الآية ينص صراحة على ان الله رضي عن كل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فنؤمن بذلك ونقف عنده ،، واما نحن فمأمورين بإتباعهم ولنا سبيل إلى معرفة كيف ومن نتّبع منهم إن لم يكن كلهم
فالصحيح ان السابقين الأولين هم الذين اسلموا قبل الفتح او بالأصح هم من انفق وقاتل قبل الفتح حيث بيّن الله في موضع آخر من كتابه العزيز بقوله تعالى (وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ،، فمن انفق وقاتل من قبل الفتح فهو من السابقين
وأية السابقون لا يقتضي لفظها الحرفي ان (كل) من اسلم قبل الفتح هو حتما يدخل في زمرة السابقين ولا يقتضي ايضا انه كل من حصل منه خطأ او ذنب منهم انه خارج منها ،، فما يهمّنا هو كيف ومن نتّبع منهم إن لم يكن كلهم ،، وإنه مما لا شك فيه انه إن لم يكن كل السابقين يتحّلون بصفة المدح المذكور في الأية فإن جملتهم قطعا يتحلّون بثناء الله عليهم ولزوم إتباعهم وان من خالفهم فهو الذي على ضلال
ورغم انه لم يثبت ان احدا من السابقين حصلت منه ردة عن الإسلام او ذنب كبير يطعن في عدالته فإنه لو حصل مثل ذلك فلن يكون ممن ينال شرف السبق وليس هو من امرنا الله ان نتّبعه فنرتدّ حين إرتد او نذنب حين أذنب
ولا يقول عاقل ان هناك بشر معصوم لا يحصل منه خطأ او سهو أو ذنب أو نسيان ،، والسابقين من هؤلاء البشر ،، وإننا لنرى الرافضة يطعنون في امر الله لهم بإتباع السابقين بقولهم : وكيف نتّبع من ليس معصوم !! ،، وهذا طعن منهم في الذات الإلهية ،، ونقول لهم ،، أأنتم اعلم أم الله ،، فالله امركم بإتباع السابقين فليس عليكم إلا السمع والطاعة ،، هذا من جهة ،، ومن جهة اخرى فإن الله لم يأمركم ان تتبعوا من تظنونهم ائمة ،، كما ان من غلوتم فيهم هم بشر مثلهم مثل غيرهم يحصل منهم الذنب والخطأ والسهو والنسيان ،، بل ان العصمة المطلقة لم تحصل لأحد من البشر حتى افضل الخلق وهم الرسل فكيف بمن هم دونهم
والسؤال الذي يجب الإجابة عليه كيف نتّبع كل السابقين ونحن نرى منهم إختلافات ،، فنقول هناك تفصيل :
فأولا :  اي امر يخالف ما ثبت من شرع الله فهو رد ،، ولا اعلم انه حصل من السابقين أمر يخالف شرع الله مطلقا
ثانيا :   اي  امر إتفقوا عليه فهو حق يجب إتباعه
ثالثا :   اي امر إختلفوا فيه فإما ان فيه نصّ غاب عن بعضهم فعادوا إليه وإتفقوا فيه ،، او هو خلاف فيما لا نصّ فيه ثم إنتهوا إلى إتفاق ،، فكلا الإتفاقين حق يلزم إتباعه
رابعا : إستكمال لما في النقطة السابقة فأيما أمر إختلفوا فيه ولم يتّفقوا كلهم حياله فالحق مع من معهم العشرة المبشرين
وبذلك ثبت ان ما عليه السابقون الأولون هو حق يلزم إتباعه بموجب نص القرآن الصريح ،، وان من خالفهم فقد خالف الحق وضل عن سواء السبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق