الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

موقفنا من الفتنة بين علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان


موقفنا من الفتنة بين علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان
أما الخروج على الخلفاء الراشدين فلا يجوز بل إن الخروج على من هو اقل منهم لا يجوز حيث جاء النهي إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ (رواه البخاري) ،، ولكن مسألة معاوية تختلف لنواحي منها :
  • الأمر جاء بعد فتنة عظيمة وبعد مقتل الخليفة عثمان وحصول مطالبة بدم المقتول
  • ان قتلة عثمان كانوا في جيش علي بن ابي طالب رضي الله عنه
  • ورغم إنعقاد البيعة الشرعية لعلي رضي الله عنه إلا ان هناك كثير لم يبايعه ووقف على الحياد او وقف مع معاوية ،، ولا شك انه في الفتن قد يخفى الحق على بعض الناس
  • ان من ترى انه خرج عليه فهو لم يخرج عليه ولكن كان يطالب بقتلة ابن عمه ،، فمعاوية هو ولي دم عثمان
  • أؤكد ان معاوية لم يخرج على علي بن ابي طالب أو يرفض بيعته ولكنه كان يطالب بدم عثمان لقرابته
  • ان على هو الأقرب للحق وهذا كما جاء في الحديث ان الخوارج تقتلهم أولى او اقرب الطائفتين للحق ،، كما في حديث ابي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قَوْمًا يَخْرُجُونَ عَلَى فُرْقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ (رواه مسلم) وفي لفظ آخر : تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ (رواه مسلم)
  • ان الرسول لم يقدح بطائفة معاوية حين قال عن الحسن ان الله يصلح به بين طائفتين ،، فقد جاء في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الحسن : إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ ،، فسماهما الرسول صلى الله عليه وسلم فئتين عظيمتين من المسلمين ولم يحصل ان اصلح الله بالحسن فئتين إلا فئة علي وفئة معاوية
  • ان الحسن هو من تنازل لمعاوية فإن كان هناك قدح في معاوية فالقدح يلحق الحسن ،، فما تسميه انت خروج معاوية هو امر سابق لتنازل الحسن فإن كان ذلك يقدح في معاوية فإن القدح يلحق بالحسن الذي سلمه رقاب المسلمين ،، وإن كنت تقدح في اهل السنة لأنهم حصل منهم الرضى عن معاوية فإن اهل السنة يمكن لهم وبكل بساطة ان يردوا عليك بقولهم إنهم إتبعوا الحسن في امره ،، فينقلب العيب عليكم انتم إذ لم تتبعوا ولم ترضوا بما فعله الحسن
  • جاء عن ابن عباس انه كان يرى ان معاوية سيملك كما جاء في تفسير ابن كثير حول قوله تعالى : وقد أخذ الإمام الحبر ابن عباس من عموم قوله تعالى (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) ولاية معاوية السلطنة وأنه سيملك لأنه كان ولي عثمان وقد قتل عثمان مظلوما رضي الله عنه وكان معاوية يطالب عليا رضي الله عنه أن يسلمه قتلته حتى يقتص منهم لأنه أموي وكان علي رضي الله عنه يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك ويطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة وأبى أن يبايع عليا هو وأهل الشام ثم مع المطاولة تمكن معاوية وصار الأمر إليه كما تفاءل ابن عباس واستنبط من هذه الآية الكريمة وهذا من الأمر العجب وقد روى ذلك الطبراني في معجمه

ولهذا فإن أهل السنة مع الحسن قبل تنازله وبعضهم وقف على الحياد حيث لم يتبين له الأمر والبعض ظن ان الحق مع معاوية (ومعه بعض الحق إلا ان علي اقرب للحق منه) فوقف معه ،، ثم إن أهل السنة وقفوا مع الحسن حين تنازل لمعاوية ثم حين تمكن يزيد نفّذوا أمر الرسول بعدم الخروج
ويكفي انه وبعد مقتل الحسين رضي الله عنه فإن أخو الحسين غير الشقيق (محمد بن علي بن أبي طالب) هو ممن رفض الخروج على يزيد بل ودافع عنه ،، فقد نقل ابن كثير في البداية قوله :
لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع و أصحابه إلى محمد بن الحنفية. فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدّى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، و قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة. قالو: فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك. فقال: و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركائه، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدو بما لم تعلمو. قالو: إنه عندنا لحق و إن لم يكن رأيناه. فقال لهم أبى اللـه ذلك علـى أهل الشهادة، فقال (إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ) ولست من أمركم في شيء. قالو: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً و لا متبوعاً. فقالو: فقد قاتلت مع أبيك. قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه. فقالو: فمر ابنيك أبا القاسم و القاسم بالقتال معنا. قال: لو أمرتهما قاتلت. قالو: فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال. قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله و لا أرضاه؟ إذاً ما نصحت لله في عباده. قالو: إذاً نكرهك. قال: إذاً آمر الناس بتقوى الله و لا يرضون المخلوق بسخط الخالق. و خرج إلى مكة.
فهل ترانا بعد ذلك نحن مخطئين وهذا محمد بن علي بن ابي طالب يرفض الخروج على يزيد رغم ان الناس يدعونه إلى ذلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق