الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

الرجال قوّامون على النساء


الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ
بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ

لم يذكر القرآن ان الرجال افضل من النساء بشكل مطلق ،، ومن فهم ان القرآن فضل جنس الرجال على جنس النساء فقد ابعد في الفهم ،، ذلك ان التفضيل جاء في مسألة محددة وهي مسألة القوامة ،، فحين ننظر إلى مسألة القوامة نجد ان الرجال افضل في اداء هذه المهمة من النساء ،، لسببين ذكرهما القرآن ،، بما فضل الله به بعضنا على بعض وبما انفق الرجال من اموالهم
اما تفضيل الرجال في مسألة القوامة فلأسباب منها :
·        الكمال في الرجال اكثر من الكمال في النساء ونفهم ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري وغيره : كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ
·        وايضا فإن الرجال اقدر على القيام بالقوامة من الناحية الجسدية وهذه تكون ذات اهمية كما جاء في مسألة طالوت حين آتاه الله الملك فذكر الله سبحانه وتعالى (... قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ...)
ويجب ان نعلم ان الإصطفاء او التفضيل قد يكون مطلقا وقد يكون محدد ،، وتفضيل الرجال هو تفضيل محدد لأمر القوامة فالرجال أولى بالقوامة وهم الأقدر عليها وقد سألنا بعض من يبغضون ان تكون القوامة للرجل سؤالا فأعياه ان يجيب عليه والسؤال يقول لو اننا اردنا نحن الآن ان نحدد فيمن تكون القوامة فهل نجعلها في الرجال أم نجعلها في النساء ،، ام نجعلها مشتركة ام نجعلها وفق لجنة تقوم بدراسة كل بيت وتحدد من الأولى بالقوامة فيه
فنحن الآن امام اربع خيارات هي :
·        ان نجعل القوامة في كل اسرة للرجل
·        ان نجعل القوامة في كل اسرة للمرأة
·        ان نجعل القوامة مشتركة بين الرجل والمرأة
·        ان نكون لجنة تدرس كل بيت على حدة لتحدد لمن تكون القوامة فيه
ولا شك ان المقترح الثالث غير ممكن لأنه حين يختلف الرجل والمرأة في امر ويصرّ كلّ منهما على رأيه فإننا نعود لمربع الصفر
كما ان المقترح الرابع غير ممكن ولا هو عملي ايضا لأسباب منها ما هي هذه اللجنة التي يمكنها البت لملايين البيوت في زمن قصير ،، وهل نجعل القوامة مشتركة لحين مرور اللجنة ،، ام نجعلها للرجل ،، ثم ،، ما هي معايير اختيار اعضاء تلك اللجنة ومن الذي يحدد اهليتهم لدراسة كل بيت وتحديد لمن تكون القوامة وماذا عن القرى والهجر ،، ثم ماذا عن الأزمنة الغابرة والتي ليس فيها لا مواصلات ولا إتصالات ولم تكن العلوم والمعارف منتشرة ولا الثقافة متوفرة والناس عوام اميون يكدون ويكدحون ،، وقد يقول قائل إن هذا امر مضى ولكن نقول ليس الأمر كما تقول فإن كان مضى فلا ضمان لعدم عودته هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن الإسلام قرر ذلك في عصر سابق وتعاليمه كما تشملنا فإنه تشملهم فيجب اخذهم في الحسبان
فثبت ان المقترحين الثالث والرابع غير ممكنين ،، ولم يبقى إلا ان نحدد منذ الآن لمن تكون القوامة في الأسرة ،،، هل نجعلها للرجل ام نجعلها للمرأة ،،، نريد ان نقرر ذلك لكي نعمم ذلك على كافة ارجاء البلاد
وفي تفضيل طالوت وإصطفاء الله له كان لمهمة الملك وقيادة جيش ،، وكان في بني إسرائيل نبي ولكن الله اصطفى طالوت ،، فإذن كان إصطفاء طالوت وتفضيله إنما كان لمهمة الملك وقيادة الجيش ،، فكان تفضيلا محددا
ونضرب مثلا ،، لو انني طلبت منك ان تختار او تصطفي لي رجالا من مدينة من المدن للقيام بعمل دولاب او خزانة خشبية للملابس ،، فلماذا تختار وتصطفي نجارين وليس علماء شرعيين ،، ولماذا لا تصطفي لهذه المهمة قادة عسكريين او مفكرين او شعراء ،،، فأنت تكون فضّلت النجار واصطفيته على العالم وعلى المفكر وعلى الشاعر والأديب ،،، هذا هو التفضيل المحدد لإنجاز مهمة محددة
وكذلك تفضيل الرجال كان لمهمة محددة وهي القوامة ،، فهو الأولى بها والأقدر عليها من المرأة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق