الجمعة، 2 نوفمبر 2012

كتاب ليالي بيشاور وكتاب نهج البلاغة




 كتاب ليالي بيشاور وكتاب نهج البلاغة

في معرض نقاش مع احد الشيعة عرض ان ارجع إلى كتابي ليالي بيشاور ونهج البلاغة وان نتناقش حول هذا موضوع دين الشيعة الأثني عشرية وقبل ان يحصل كلام حول ليالي بيشاور او كتاب نهج البلاغة اود ان اشير إلى امر مهم وهو انه يجب ان نتفق اولا على نبذ الغلو في علي بن ابي طالب ،،، ان نتفق عليه إلا اذا كان له رأي مخالف فعند ذلك يجب ان يثبت هو ما يراه قبل ان يتمسك به ،، ومن الأمور التي يجب ان ننبذها ما يلي :
  • ان عليا ليس اميرا للمؤمنين وانه يجب الا نطلق عليه لقب امير المؤمنين ،،، كان اميرا للمؤمنين يوم ان كان خليفة على المسلمين وكان على قيد الحياة واما بعد ان قُتل فلم يعد اميرا للمؤمنين ،، فإن كان مصرا على القول عنه انه اميرا للمؤمنين فيجب ان يكون لديه مسوغ من الشرع او من العقل او من المنطق ليفعل ذلك
  • ان عليا ليس إمام ،، ويجب ان نتعامل على انه ليس إمام (حسب زعم الشيعة) حتى يثبتوا انه إمام ،، واما قبل ذلك فيجب ان نتكلم عنه وان نتناقش في امره على انه ليس إمام
  • ان عليا ليس معصوم ،، وهذا امر ثابت حيث ثبت ان له رضي الله عنه فتاوى تخالف النصوص ومنها مثلا قوله في الحامل المتوفى عنها زوجها إنها تعتد أبعد الأجلين وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لسبيعة الأسلمية لما وضعت بعد وفاة زوجها بثلاث ليلال حللت فانكحي من شئت ،، وله ان يتمسك بأن عليا معصوم شريط ان يثبت ذلك اولا وبالأدلة الشرعية والوحي المنزل من الله وإلا فلا
  • ان عليا بشر من البشر وانه مثله مثل غيره ويجري عليه ما يجري على غيره وانه من كرام الصحابة ومن العشرة المبشرين بالجنة وانه رابع الخلفاء الراشدين وان مثله مثل ابا بكر وعمر وعثمان طلحة والزبير وبلال وعبدالرحمن بن عوف لا يتميز عنهم بشيء إلا عن بعضهم بكونه احد الخلفاء الرشدين وانه افضل من بعضهم وان بعضهم افضل منه

واما ان يريد هو منّا ان ننطلق من مفهوم غلو لم يثبت اصلا ولا يستطيع الشيعة إثباته فهذا امر لا نقرّه عليه ،، فإما ان يُثبت هو الغلو قبل ان يمارسه ويقع فيه وإما ان ينبذ الغلو إذا كان لا تستطيع إثباته ،، واقول له ثق ان كل علماءكم لا يستطيعون ان يثبتوا ما وقعوا فيه من غلو فلست وحدك الذي لا تستطيع
كتاب نهج البلاغة :
اما بالنسبة لكتاب نهج البلاغة فهل تستطيع ان توثق اسانيده إلى علي بن ابي طالب ،، فإن تأليفه تم بعد مقتل علي بن ابي طالب بما يزيد على ثلاثمئة او اربعمة سنة فهل هناك اسناد يثبت ان ما فيه هو يثبت عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ،،، هذا اول امر يتبادر إلى الذهن حين نتكلم عن نهج البلاغة
يقول ابن تيمية في كتاب منهاج السنة المجلد الثامن صفحة 55 ما نصه :
فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب نهج البلاغة كذب على علي وعلي رضي الله عنه أجل وأعلى قدرا من أن يتكلم بذلك الكلام ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا انها مدح فلا هي صدق ولا هي مدح
ومن قال إن كلام علي وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه وكلاهما مخلوق ولكن هذا من جنس كلام ابن سبعين الذي يقول هذا كلام بشير يشبه بوجه ما كلام البشر وهذا ينزع إلى أن يجعل كلام الله ما في نفوس البشر وليس هذا من كلام المسلمين
وأيضا فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي ومنه ما يحكى عن علي أنه تكلم به ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر من كلام غيره ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي
وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقوله عن علي بالأسانيد وبغيرها فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا علم أن هذا كذب وإلا فليبين الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك ومن الذي نقله عن علي وما إسناده وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها علم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها
ويقول ابن تيمية ايضا في المجلد السابع صفحة 86 ما نصه :
وأهل العلم يعلمون أن اكثر خطب هذا الكتاب مفتراة على علي ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب متقدم ولا لها إسناد معروف فهذا الذي نقلها من أين نقلها ولكن هذه الخطب بمنزلة من يدعي أنه علوي أو عباسي ولا نعلم أحدا من سلفه ادعى ذلك قط ولا ادعى ذلك له فيعلم كذبه فإن النسب يكون معروفا من أصله حتى يتصل بفرعه وكذلك المنقولات لا بد أن تكون ثابته معروفة عمن نقل عنه حتى تتصل بنا
فإذا صنف واحد كتابا ذكر فيه خطبا كثيرة للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر و عمر وعثمان وعلي ولم يرو أحد منهم تلك الخطب قبله بإسناد معروف علمنا قطعا أن ذلك كذب وفي هذه الخطب أمور كثيرة قد علمنا بقينا من علي ما يناقضها ونحن في هذا المقام ليس علينا أن نبين أن هذا كذب بل يكفينا المطالبة بصحة النقل فإن الله لم يوجب على الخلق أن يصدقوا بما لم يقم دليل على صدقه بل هذا ممتنع بالاتفاق لا سيما على القول بامتناع تكليف ما لا يطاق فإن هذا من أعظم تكليف ما لا يطاق فكيف يمكن الإنسان أن يثبت ادعاء علي للخلافة بمثل حكاية ذكرت عنه في اثناء المائة الرابعة لما كثر الكذابون عليه وصار لهم دولة تقبل منهم ما يقولون سواء كان صدقا أو كذبا وليس عندهم من يطالبهم بصحة النقل
فالمطلوب إذن إثبات ان الكلام المكتوب في نهج البلاغة ان قائله هو علي بن ابي طالب ثم بعد ذلك يمكن لنا ان نبحث في ما يُستنتج من الكتاب ،، اما قبل ذلك فلا مناص من إثبات الزعم وإلا فلا قيمة للنقاش فيه
كتاب ليالي بيشاور :
واما كتاب ليالي بيشاور فقبل ان اقول فيه شيئا اريد منه ان يثبت كلاما قاله المؤلف ،، فمؤلف الكتاب قال تحت عنوان "خبر الطير المشويّ" ما نصه :
من اهمّ الأخبار في الموضوع ، خبر الطير المشويّ المرويّ في كتبنا وفي كتبكم (يقصد اهل السنة) المعتبرة كالصحاح والمسانيد، منها :
صحيح البخاري، وصحيح مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، والسجستاني، في صحاحهم ، والإمام أحمد في المسند وابن ابي الحديد في (شرح نهج البلاغة) وابن الصبّاغ المالكي في (الفصول المهمة) ،،، انتهى النقل منه (انظر صفحة 339)
فالمؤلف يزعم ان حديث الطير المشوي ورد في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم وعند الترمذي والنسائي وغيرهم ،،، فلعل صاحبنا الشيعي الذي نصحني بالكتاب ان يخرج من البخاري ومن مسلم ذلك الحديث في صحيحيهما ،، فإن ثبت ذلك وإلا فالمؤلف ليس سوى كذاب اشر ،،، ولي كلام آخر ولكن بعد ان يثبت صاحبنا قول المؤلف ان حديث الطير اورده البخاري ومسلم في صحيحهما
لم أقرأ الكتاب بعد ولكن بعد استعراض فهرسه ورأيت حديث الطير ذهبت إليه لأقرأ ما كتبه فإذا هو يدّعي انه ورد في صحاح اهل السنة وهذا كذب وإفتراء
ولا اود ان اتكلم عن كتاب ليالي بشاور وتهالكه ،، فمن فهرسه يتضح لك محتواه ،، وما قيل فيه والردود التي جاءت عليه ومنها كتاب بإسم (ايام بيشاور) يرد على كتاب ليالي بيشاور ،، فالكلام حوله سابق لأونه حتى يخرج لنا صاحبنا الكريم اين اخرج البخاري ومسلم حديث الطير ،، وهذه صورة من كذب مؤلف الكتاب حين إدعى ان البخاري ومسلم اوردوه في صحيحهما :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق