السبت، 5 مارس 2016

توضيح في شأن علي بن ابي طالب ومعاوية

توضيح في شأن علي بن ابي طالب ومعاوية
كتب اخ فاضل يقول:
للعلم ماتقوله هو نفس ماقالته شيعة
الامام علي لم يبايع ابو بكر اذا ابو بكر ليس خليفة !!
والرد كما يلي:
فأولا: نلاحظ عليك حين تذكر علي بن ابي طالب فإنك تسبقه بلقب الإمام، ولا تفعل ذلك مع ابي بكر وفي هذا ما يدفع إلى التوهم بأفضلية علي على ابي بكر رضي الله عنهما
ثانيا: لا ارى انه يصح ان عليا لم يبايع أبا بكر رغم ما ورد إذ ان في ذلك منقصة لعلي وعلي أكرم وأفضل من ان يتخلف عن مبايعة الصديق، وإذا صح ان عليا لم يبايع أبا بكر بسبب موقف فاطمة مع استبعادي لذلك فإن ذلك لا يطعن في علي ولا يطعن في ابي بكر الصديق ولا ينفي خلافة الصديق، علما ان علي بايع في اول يوم او بعد ستة أشهر على قول آخر، وحتى لو فرض جدلا ان عليا لم يبايع أبا بكر فإن ذلك لا ينفي صحة خلافة ابي بكر كما ان بعض من لم يُبايع علي من الصحابة لا يطعن موقفهم في خلافة علي بن ابي طالب رضي الله عنهم
ثالثا: لسنا نقول ان عليا ليس خليفة ولكن نقول ان هناك من لم يُبايعه وان الذين لم يُبايعوه كانوا يرون القصاص اولا ولم يكن احدا منهم يخالف في خلافة علي، وارى ان الذين جنحوا للقصاص اولا انهم معذورين وانهم محقين إلا ان عليا أقرب للحق منهم، وهذا يأتي من نص حديث النبي في الخوارج حين ذكرهم النبي وقال تقتلهم اولى الطائفتين بالحق او أدني الطائفتين او أقرب الطائفيتين للحق
رابعا: مسألة ما حدث بين علي وبعض الصحابة من جهة وصحابة آخرين من جهة اخرى لا يجعلنا نحكم على هذا او ذاك فكلا الفئتين فيها من الصحابة الكرام من هم اعلى مقاما من ان نتكلم فيهم
خامسا: تنازل الحسن بن علي يشهد لصالح معاوية بن ابي سفيان، ومن يعرف معاوية يعرف ان الله ساق إليه الملك فتنة لبعض اهل الضلال من جهة - هذا من وجهة نظري - ولأنه في نظري ايضا فإن افضل من يتولى الخلافة بعد علي إنما هو معاوية بن ابي سفيان لما حباه الله من خصائص ليست موجودة في غيره، وبمعنى آخر ففي نظري لو انه تولى الخلافة بعد علي احدا غير معاوية لربما تفتتت الامبراطورية الإسلامية ولكن الله اراد لها الوحدة فساق الله معاوية فوحد الله على يديه الأمة
سادسا: لنتخيّل امة حديثة ضرب فيها الانقسام والتمزق وحولها اعداء كالروم من الغرب واهل الشرق من الشرق واهل الشمال من الشمال، فكان لابد من رجل ذا مواصفات خاصة ليجعل الله وحدة الأمة على يديه، وكان معاوية كما ورد عن ابن عمر انه لم يرى اسود (أكثر سؤدد) بعد النبي من معاوية، اي ان معاوية أكثر سؤدد من ابي بكر وعمر وكل الصحابة، كما ان معاوية يتميّز بالدهاء والحلم فحفظ الله به امة الإسلام من التمزق
سابعا: ارى والله اعلم ان الله ساق الأحداث بعد النبي لعدة امور منها ان الله جعل بعض ما حدث فتنة للذين ظلموا وان الله جعل في كل خليفة ما ينفع الأمة، فأبو بكر غير انه جمع القرآن إلا انه اظهر لنا كيف التعامل مع المرتدين ومانعي الزكاة واظهر لنا انه يجوز للخليفة ان يوصي برجل معين من بعده، وعمر بن الخطاب اظهر لنا عدة امور منها الشروط العمرية، ومنها صلاة التراويح وانه للخليفة ان يجعل الخلافة من بعده في نفر يختارون من بينهم، وبيّن لنا عثمان ما يجب حين يتمرد اوباش على الخليفة، وعلي جعله الله يظهر لنا ما يجب حين يحصل نزاع في الأمة
ثامنا: يجب ان ندرك ان الذين وقفوا في صف غير صف علي بن ابي طالب ان هدفهم الوحيد هو القصاص من قتلة عثمان فلم يكن احدا منهم يطعن في علي او يرى انه أحق بالخلافة منه، بل كان هدفهم القصاص فقط لذلك تراهم ذهبوا إلى جهة الكوفة لملاحقة قتلة عثمان، علما انه ورد في تفسير ابن كثير ان ابن عباس استنبط من قوله تعالى (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً) مِنْ عُمُومِ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ وِلَايَةَ مُعَاوِيَةَ السَّلْطَنَةَ، وَأَنَّهُ سَيَمْلِكُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ عُثْمَانَ، وَقَدْ قُتِلَ عُثْمَانُ مَظْلُومًا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يُطَالِبُ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنْ يُسْلِمَهُ قَتَلَتَهُ حَتَّى يَقْتَصَّ مِنْهُمْ؛ لِأَنَّهُ أُمَوِيٌّ، وَكَانَ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَسْتَمْهِلُهُ فِي الْأَمْرِ (4) حَتَّى يَتَمَكَّنَ وَيَفْعَلَ ذَلِكَ، وَيَطْلُبَ عَلِيٌّ مِنْ مُعَاوِيَةَ أَنْ يُسْلِمَهُ الشَّامَ فَيَأْبَى (5) مُعَاوِيَةُ ذَلِكَ حَتَّى يُسْلِمَهُ الْقَتَلَةَ، وَأَبَى أَنْ يُبَايِعَ عَلِيًّا هُوَ وَأَهْلُ الشَّامِ، ثُمَّ مَعَ الْمُطَاوَلَةِ تَمَكَّنَ مُعَاوِيَةُ وَصَارَ الْأَمْرُ إِلَيْهِ كَمَا تَفَاءَلَ (6) ابْنُ عَبَّاسٍ وَاسْتَنْبَطَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ

ولما سبق وحيث اننا اليوم ننطلق من غلو في علي بن ابي طالب لا يصح وتحامل على معاوية لا يصح ايضا فإنه يجب علينا ان ننظر بحيادية وان نعلم ان الصحابة آنذاك اعلم منّا نحن واكثر تدينا منّا سواء الذين وقفوا مع علي او الذين وقفوا مع القصاص اولا من قتلة عثمان، وعليه فأرى ان الأحداث جرت بما ينفع الأمة وان اتخاذ موقف معادي او مضاد لما كان عليه بعض الصحابة الذين كانوا يسعون للقصاص من قتلة عثمان انه موقف مجحف لا يصح، فنترضى عن الصحابة كلهم ونعرف انهم بين مجتهد مصيب ومجتهد كان الصواب مع اخيه الآخر او بالأصح كان اخوه الآخر اقرب للصواب منه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق