الأربعاء، 24 فبراير 2016

تهافت استدلالات الرافضة وشبهاتهم

تهافت استدلالات الرافضة وشبهاتهم
تمهيد:
لم نقل تهافت ادلة الرافضة لأنه أصلا ليس لديهم ادلة على دينهم وعقائدهم ولكنهم يأتون إلى آيات من القرآن او إلى نصوص في كتب اهل السنة فيستدلون منها لدينهم وعقائدهم، والنصوص التي يستدلون منها هي إما صحيحة ولكنها لا تشهد لهم او ضعيفة لا تقوم بها الحجة هذا إن لم تكن موضوعة، وفوق هذا فلا يوجد نص يستدل منه الرافضة يشهد لهم او يقول بما يقولون به حتى لو كان ضعيفا، وبالتالي فاستدلالات الرافضة تتهافت وكذلك شبهاتهم التي يطرحونها على دين الإسلام.
أولا: تهافت استدلالات الرافضة
حين نرى الآيات او النصوص التي يستدل منها الرافضة فإننا نجد انها لا تشهد لهم وإنما لأنهم واقعون في وهم الغلو فهم يُخيّل إليهم ان النصوص تشهد لهم، ولو نظر أحدهم إلى النصوص متجردا من غلوه واوهام لرأى انه ليس فيها ما يستنبطونه منها، والأمثلة على ذلك كثير، ولكن نأخذ امثلة اختصارا للوقت.
آية: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
نص هذه الآية ليس فيه ذكر لعلي لا من قريب ولا من بعيد والآية لم تنزل في علي بن ابي طالب فقد نزلت في عبادة بن الصامت او في عبدالله بن سلام، وأول ما ينفي ما يتوهمه الرافضة منها سياق الآيات، ثم نص الآية وسياقها ينفي ما يريده الرافضة منها، ف"الذين" جاءت بصيغة الجمع وعلي فرد ولفظ "يؤتون" جاءت بصيغة المضارع ووفق استنباط الرافضة فإنه يجب ان يأتي لفظ "يؤتون" بصيغة الماضي، وهذه وحدها تنفي ما يحاول الرافضة استنباطه منها، كما انه وفق نص الآية فيجب على علي ان يستمر في دفع الزكاة وهو راكع وإلا انتفت عن الولاية وأخيرا فإنه لو تصدق أي احد من الصحابة وهو راكع لتحققت له الولاية وحتى في تأريخنا الحاضر لأن نص الآية يقول بذلك
كما ان لفظ "إنما" لفظ حصر وقصر، فلو صح ما يستنبطه الرافضة من تلك الآية فإنها تنفي الولاية عن الحسن والحسين ومن يزعمهم الرافضة أئمة بعدهم، وهذا ما يجعل الآية تنقلب على الرافضة لتكون شاهدا عليهم لا لهم.
آية: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية
هذه الآية لم تنزل إلا في ازواج النبي، وهنّ أهل البيت، ولفظ "أهل" يعني امرأة الرجل كما ان لفظ "أم" يعني والدة الرجل، ويُقال للرجل تأهل أي إذا صار له أهل أي تزوج، وإن لفظ "أهل" له استعمالات أخرى كلفظ "أم" فأهل الكتاب وأم الكتاب، وأهل القرى وأم القرى وهكذا.
ولفظ "أهل" يعامل بصيغة المذكر والجمع، فلا يعامل بصيغة المؤنث ولا بصيغة المفرد، وحاله كحال ما تختص به المرأة من تذكير ما يخصها كلفظ "حائض ومرضع"، ورد لفظ أهل البيت في القرآن مرتين وفي كلاهما يعني به ازواج انبياء، وورد لفظ أهل بيتي في حديث النبي يعنى به عائشة في حديث الأفك، ولغة كما هو موضح أعلاه.
وحين ذكر القرآن مخاطبة موسى لزوجه حين آنس من جانب الطور نار فقال موسى لـ "أهله" امكثوا، فما قال لها امكثي ولا قال لها امكث كما في قوله سبحانه وتعالى (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10))
فنجد ان موسى قال لأهله امكثوا
وقد رأينا في القرآن الكريم في كل مرة يذكر ان الله نجّى نوح وأهله لا يستثني ابنه قال سبحانه وتعالى (وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنْ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77) وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78))، وهنا لا نجد ان الله استثنى ابن نوح من الغرق في حين انه حين يذكر ان الله نجّى لوط وأهله يستثني امرأته لأنها هي اهل بيته قال سبحانه وتعالى (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ (83))، وهذا امر يتكرر في قصة لوط فلا يذكر الله انه نجّى لوطا اهله إلا ويستثني امرأته مما يدل على ان امرأة الرجل هي اهله
حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه
هذا حديث أولا متنازع في صحته وهناك إضافات مضافة إليه لا تصح بل هي كذب على النبي، وثانيا فهذا الحديث لم يقل ان عليا إمام ولا قال انه معصوم ولا قال ان عليا هو الخليفة من بعده، وفوق هذا فالحديث حصل بعد نزول آية إكمال الدين مما يُسقط الاحتجاج به من قبل الرافضة جملة وتفصيلا، ونرى الرافضة يُبالغون في هذا الحديث ويتوهمون فيه أوهام لا تصح من ذلك ان النبي جمع الناس في حين ان المسألة لا تعدوا ان بعض الصحابة وقعوا في علي ونالوا منه فبيّن لهم النبي بأسلوبه الراقي ان عليا ليس فيه ما يطعنون فيه، ولكن الرافضة بالغوا في هذا الحديث واستنبطوا منه ما لا يحتمله النص وهذا طبعا غير انه حدث بعد إكمال الدين فلو صح الحديث لما كان فيه ما يرجون منه
حديث: الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى
وهذا حديث صحيح لا شك فيه ولكن يُلاحظ انه ليس في نصه ما يستنبطه الرافضة منه، فالنبي نفى عن عليا النبوة والنبي لم يقل ان عليا إمام ولا انه خليفة من بعده في نص هذا الحديث، وفوق هذا فهارون لم يكن إمام حتى تستنبط منه الرافضة الإمامة لعلي، فيسقط استشهاد الرافضة بهذا الحديث جملة وتفصيلا، بل إن الحديث شاهد عليهم وفيه إثبات ان عليا ليس إمام لأن هارون لم يكن إمام
وهكذا فلا يأتي الرافضة بنص يستدلون به سواء من القرآن او من السنة إلا انقلب عليهم وصار شاهدا عليهم وليس لهم

يتبع إن شاء الله تعالى ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق